أكد الموفد الأميركي لعملية السلام السيناتور جورج ميتشل أن «لا سلام في الشرق الأوسط من دون لبنان ولا تسوية على حسابه»، وأن «لا توطين للاجئين الفلسطينيين فيه». كلام ميتشل جاء خلال زيارته لبنان أمس حيث عقد لقاءات في حضور الوفد المرافق الذي ضم المنسق الخاص لشؤون المنطقة فريديريك هوف والسفيرة الأميركية الجديدة لدى لبنان مورا كونيلي، مع رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري (أول من أمس) ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، كما زار جنوب لبنان وعقد اجتماعاً مع قيادة القوات الدولية العاملة فيه (يونيفيل). وأطلع ميتشل سليمان على مسار المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية الجارية منذ بضعة ايام، لافتاً إلى «الإرادة لدى الطرفين في إيجاد نقاط مشتركة تؤدي إلى الحلول وإن كانت وجهات النظر لا تزال متباعدة حيال بعض المواضيع التي تشكل بنوداً على جدول التفاوض». وجدد تأكيد موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما وموقفه الشخصي ب «احترام سيادة لبنان واستقلاله وألا تكون هناك أية حلول على حسابه وفي طليعتها توطين اللاجئين الفلسطينيين الذي سيتم البحث فيه في مرحلة لاحقة». ونقل ميتشل الى سليمان تأكيد الإدارة الأميركية مواصلة العمل على مساعدة الجيش اللبناني وتسليحه «لأنه يشكل عنوان وحدة البلد»، متمنياً «استمرار الهدوء في الجنوب اللبناني»، ومثنياً على «التعاون القائم بين الجيش ويونيفيل». ولفت سليمان من ناحيته إلى أن «لبنان يتمسك بثوابته الوطنية الرافضة توطين الفلسطينيين على أرضه وفقاً لما ينص عليه الدستور اللبناني من جهة ومبادرة بيروت العربية للسلام في عام 2002 من جهة ثانية، وهذان الموقفان تبنتهما الأممالمتحدة رسمياً»، مشدداً على أن «لبنان لن يقبل بالتفريط بأي حق من حقوقه من الأرض والمياه والنفط وغيرها تحت أي ذريعة». وأكد «أهمية مواصلة الولاياتالمتحدة مساعدة الجيش اللبناني ليتمكن من القيام بواجبه في الحفاظ على الحدود وعلى السلم الأهلي في الداخل». وبعد اللقاء أوضح ميتشل أن «الغرض من زيارتي هو إطلاع رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين اللبنانيين على مستجدات محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، وللتشاور مع القيادة اللبنانية وكبار المسؤولين في الأممالمتحدة في شأن مسائل حفظ السلام والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701». وأبدى اعتقاده «الراسخ بأن السلام الشامل سيتجاوز المسافة من الأمل إلى الواقع. وكما قال الرئيس أوباما، ان السلام الشامل يتضمن السلام الفلسطيني والإسرائيلي، والسلام المتفق عليه بين سورية واسرائيل وأيضاً بين لبنان واسرائيل، فضلاً عن التطبيع الكامل للعلاقات بين إسرائيل وجيرانها، هذه الرؤية الكامنة في صُلب مبادرة السلام العربية التي تم التوقيع عليها هنا في بيروت في عام 2002». وأضاف: «نحن، بالتأكيد، على بيّنة من التحديات والعقبات، والصعوبات الكثيرة. ولكن مهما كانت المهمة شاقة وعسيرة، فإن البديل أسوأ بكثير. لذلك ليس لدينا خيار سوى العمل معاً كأصدقاء وحلفاء من أجل مستقبل أفضل لهذه المنطقة وشعوبها. هناك البعض الذين عقدوا العزم على العرقلة، ولكننا مصممون على العمل على تحقيقها». وقال ميتشل: «نؤمن بأن لبنان جزء أساسي في السلام الشامل في الشرق الأوسط الذي يسعى إليه الرئيس أوباما وتنادي به المبادرة العربية للسلام»، مؤكداً أن الولاياتالمتحدة «تحترم سيادة لبنان ودوره في السلام الشامل، وهي لا ولن تدعم توطين اللاجئين الفلسطينيين فيه». ورأى أن «النقطة المركزية تبقى أنه من دون لبنان لا يمكن أن يكون هناك سلام شامل في هذه المنطقة»، مشيراً إلى أنه ناقش مع القادة اللبنانيين والمسؤولين في الأممالمتحدة «قضايا حفظ السلام». وأوضح أن «قرار مجلس الامن 1701 يدعو، من بين أمور أخرى، الى وقف دائم لإطلاق النار بين لبنان واسرائيل، وأن تكون المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني خالية من المسلحين والمعدات والأسلحة الا تلك التي تخص حكومة لبنان ويونيفيل». وقال: «أكّدتُ للقادة اللبنانيين والمسؤولين في الأممالمتحدة دعمنا الكامل والفعلي لتحقيق هذه الأهداف من أجل التنفيذ الكامل لهذا القرار، إضافة إلى رغبتنا القوية في الحفاظ على علاقة وثيقة بالجيش اللبناني وهو رمز للبنان واحِد ومُوَحَّد، ويلعب دوراً كبيراً في آمال وتطلعات الشعب اللبناني». وأشار إلى بدء السفيرة الجديدة عملها في لبنان، معتبراً أن «أن حكومتينا وشعبينا سيستفيدان بما لا يقاس من خدمتها في لبنان». وأوضح أنه أبلغ سليمان ب «أننا سنبقيه وحكومته على اطلاع كامل في كل مراحل هذه العملية، وسنؤكد حماية وحفظ السيادة اللبنانية»، آملاً بأن «نكون جزءاً من جهد ينتهي بإنتاج سلام شامل في المنطقة لكل الشعوب والدول بما فيها لبنان». وناقش ميتشل مع المر مجريات عملية السلام في المنطقة، بينما أفاد بيان صادر عن مديرية التوجيه في قيادة الجيش أنه جرى خلال لقاء ميشتل - قهوجي «بحث في الوضع العام». في الناقورة وفي الناقورة التقى قائد القوات الدولية بالوكالة الجنرال سانتي بونفانتي وبحث معه في النشاطات على الارض المتعلقة بمهمة يونيفيل، وخصوصاً القرار 1701». وذكر نائب الناطق باسم «يونيفيل» اندريا تينينتي ان «البحث تناول ًوضع قرية الغجر المحتلة من اسرائيل لكون القرار 1701 ينص على الانسحاب الاسرائيلي من قسمها الشمالي». وأشار الى ان الولاياتالمتحدة «عضو في مجلس الامن وجولة اليوم تأتي في هذا السياق».