أكدت شرطة محافظة ديالى إلزام أصحاب البساتين في بلدة الحديد التي شهدت أخيراً معارك طاحنة بين قوات الأمن ومسلحي تنظيم «دولة العراق الإسلامية» الذين تمكنوا من السيطرة على البلدة لبضع ساعات، بتوقيع تعهدات خطية بعدم إيواء مسلحين. وقال الناطق باسم قيادة الشرطة الرائد غالب عطية الكرخي ل «الحياة» إن «معلومات استخباراتية دقيقة أدت إلى اعتقال شخص يدعى أبو بكر يتولى منصب مسؤول المال في ما يسمى بتنظيم «دولة العراق الإسلامية» في كل من محافظات ديالى ونينوى وكركوك، لكن ما أعلن عن اعتقال زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي غير صحيح». لكنه أضاف أن «عمليات التحقق والبحث عن البغدادي لا تزال مستمرة، كما أن الأجهزة الأمنية استنفرت لتعقب القيادات الرئيسة الأخرى في التنظيم المسؤول عن قيادة العمليات الإرهابية في المدينة منذ ثلاث سنوات». وأشار إلى أن «قيادة شرطة ديالى طالبت مالكي الأراضي الزراعية والبساتين بتوقيع تعهد خطي بعدم استغلال أراضيهم من قبل المجموعات المسلحة لزعزعة الوضع الأمني وتحويلها إلى أوكار للإرهاب، كما يلزم التعهد مالكي الأراضي بالإبلاغ فوراً في حال تمت السيطرة على أراضيهم من جانب المسلحين». وتؤكد قيادات أمنية في المدينة أن سيطرة المسلحين على الأراضي الزراعية والبساتين في بلدة الحديد مكنتهم من مواجهة القوات الحكومية في غالبية مناطق الناحية التي شهدت معارك على مدى يومين، أسفرت عن مقتل ضابطين قنصاً وجرح آخرين. وتعزو قيادة عمليات ديالى التردي الأمني الذي تزامن وشن هجمات، إلى عدم إبلاغ مالكي البساتين الجهات المختصة باستيلاء مسلحين على ممتلكاتهم وأراضيهم، «ما أتاح الوقت لهذه المجموعات لإدارة معركتها الأخيرة، إذ لجأ معظم المسلحين إلى اعتماد أسلوب القنص من أعلى أشجار النخيل». واندلعت الاشتباكات التي أطلقت الصحافة عليها اسم «معركة النخيل»، في 11 أيلول (سبتمبر) الجاري عندما فوجئت قوات عراقية بإطلاق نار كثيف من قبل مسلحين تحصنوا في بستان أثناء ملاحقة مطلوبين، ما أدى إلى مقتل ثلاثة جنود بينهم ضابط برتبة ملازم أول وسقوط سبعة جرحى، فيما قتل شرطي وأصيب أربعة خلال المعارك اللاحقة في مقابل مقتل مسلحين اثنين واعتقال 28 آخرين. وكشف الرائد الكرخي أن قيادة الشرطة شكلت غرفة طوارئ تعمل على مدى 24 ساعة لإنهاء أي تمرد بقيادة «القاعدة». وأشار إلى أن «الإجراءات الأخرى المتبعة تتضمن تفعيل دور شيوخ العشائر في مناطق الحديد وهبهب والهاشميات وتوجيه ضربات استباقية إلى بؤر الارهاب ضمن الحدود الإدارية لمحافظة ديالى». في غضون ذلك، اعلنت قيادة عمليات ديالى اعتقال أحد مسؤولي «السرايا الجهادية» التابعة ل «القاعدة» واسمه نسيم العبيدي، إضافة إلى إبطال مفعول سيارة كانت معدة للتفجير في أحد المنازل المهجورة في ناحية الحديد التي لم تشهد توترات أمنية منذ اغتيال الزعيم السابق ل «القاعدة» في العراق أبو مصعب الزرقاوي.