توافد الزوار على معرض سفاري المقام في مركز الرياض للمؤتمرات والمعارض اليومين الماضيين، لاسيما هواة الرحلات البرية، لتنوع الفعاليات والمعروضات. واتاحت فعالية الصقّارين الذين جابوا أرجاء المعرض حاملين معهم صقورهم التي اعتادوا على الاستعانة بها في رحلات الصيد، إلى جانب الأعيرة النارية الخفيفة، إمكان تجربتها في مكان خاص ومجهز داخل المعرض، فضلاً عن امكان ممارسة رياضة الرماية وعيش متعتها، إضافة إلى عرض لأشهر تلك الأعيرة المستخدمة للصيد. في حين لاقت خيمة سفاري اهتماماً من الزائرين الذين استمعوا لقصائد شعرية تناوب على إلقائها ضيوف المعرض من شعراء الشعر الشعبي في المملكة وبعض دول مجلس التعاون الخليجي، ومثلها المسابقات التي قدمت في ثناياها معلومات عن رحلات السفاري والصيد، والرحلات البرية (الكشتات) التي تستهوي شباب الوطن باختلاف أعمارهم واهتماماتهم، بجانب رسائل موجهة للزوار تتضمن نصائح وإرشادات تعنى بالبيئة وضرورة المحافظة عليها، خصوصاً بيئة المتنزهات البرية. وفي الوقت نفسه حظيت بعض أجنحة المعرض باهتمام كبير من الزوار، لأنها تقدم ابتكارات لبعض أدوات ولوازم الرحلات البرية المعنية بإضفاء المتعة والتشويق على الأجواء العامة للرحلة، أو تقلل من العناء الذي يرافق التعامل مع الأدوات التقليدية، وشملت هذه الابتكارات الخيام وأدوات الطهي والغسيل وأغطية النوم، والحقائب المخصصة لحمل مستلزمات الرحلات، وأجهزة إلكترونية وكهربائية ذكية، تتميز بتوفير الطاقة. كما أتاح معرض سفاري لزواره هذا العام، فرصة اقتناء مختلف الأدوات والمستلزمات المخصصة لرحلات السفاري والصيد والرحلات البرية، عبر متجر سفاري الذي يحتل مساحة من المعرض، ويقدم للزوار خدمات البيع لمختلف الأدوات التي نالت إعجابهم لدى تجولهم بين أجنحة المعرض. وساعد المعرض زواره في المتابعة عن كثب للجديد في عالم الرحلات السياحية البرية على مستوى العالم، خصوصاً مع مشاركة سفارتي تنزانيا وجنوب أفريقيا، اللتين حرصتا على الحضور في سفاري للحديث عن المتنزهات البرية في بلادهم، والوقوف على جماهيرية مثل هذه الرحلات في المملكة ودول مجلس التعاون، والتعرف على طريقة استمتاع المجتمع بمثل هذا النوع من الرحلات. وعلى الصعيد ذاته، شارك عدد من الشبان السعوديين المهتمين برحلات الصيد في معرض سفاري لهذا العام، للالتقاء بمحبي الرحلات، وتقديم العديد من الخيارات لهم في ما يتعلق بمحميات موجودة في مختلف مناطق المملكة، يمكن داخلها عيش تجربة فريدة من نوعها، بشكلٍ نظامي وبخدمات جيدة وبمقابل مادي. ولم تقتصر زيارة سفاري على السعوديين، بل تعدت لتشمل شباناً من هواة هذا النوع من الرحلات السياحية من دول مجلس التعاون الخليجي، الذين حرصوا على زيارته، عندما تزامنت مدة إقامته مع وجودهم في العاصمة الرياض، ومنهم الشاب مسلّم الصيعري من الإمارات الذي نوه بتنوع المعروضات، المتضمنة كثيراً من الأدوات التي يعتقد أنه في حاجتها خلال الرحلات البرية التي اعتاد القيام بها. من جهته، أكد الشاب خالد الهاجري من الكويت أن دول مجلس التعاون الخليجي جميعاً تحتاج لمزيدٍ من المعارض من هذا النوع، لأنها تعنى بهواية مهمة لكل الخليجيين، باختلاف أعمارهم وأحوالهم، بل ولأجيال كثيرة توارثت هذه الهواية، حتى باتت جزءاً مهماً من هويتنا كخليجيين. بدوره أشار الشاب علي الكواري من قطر إلى أن المعرض حاكى اهتمامات وتطلعات شباب الخليج، مستشهداً بعدد الزوار الكبير الذين توافدوا على المعرض، وتجولوا داخل ممراته وأجنحته بشغف، للتعرف على الجديد في عالم هذا النوع من الرحلات السياحية، منوهاً بمتجر سفاري الذي وجد فيه بعض حاجاته التي حرص على ابتياعها والاستفادة منها في رحلاته البرية الدائمة.