أصدر وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، قراراً بتعيين أئمة ومؤذنين ودعاة في السجون من النزلاء أنفسهم، بمكافآت «مجزية، تشجيعاً لهم». فيما كشفت المديرية العامة للسجون في المملكة، أن نحو 6 آلاف نزيل يستفيدون سنوياً من العفو الذي يمنح لمن حفظ كتاب الله كاملاً، عبر خفض مدة المحكومية إلى النصف. وقال مدير إدارة الشؤون الدينية في المديرية العميد عبدالمحسن الطويل: «إن قرار تعيين السجناء أئمة ومؤذنين صدر بعد ما لوحظ استقامة عدد من السجناء، وهو ما يدخل ضمن خطة تأهيل السجين، سلوكياً ودينياً». وأضاف إن هذا القرار «سيدخل حيز التنفيذ خلال أسبوعين بعد أن يتم طرح مسابقة لاختيار الأفضل للتكليف بالإمامة والأذان والدعوة بمكافآت مجزية في السجون كافة». وأوضح الطويل، أن هناك «نسبة بسيطة من السجناء يعودون بعد الإفراج عنهم إلى ارتكاب الجريمة، نتيجة عدم التزامهم ومتابعتهم ببرامج التوجيه والإرشاد داخل الإصلاحيات». بيد أن مدير مكتب «بصيرة للدعوة والإرشاد في سجون المنطقة الشرقية» الشيخ أحمد الشهري، قال: «إن الدراسات الميدانية تشير إلى أن نحو 60 في المئة من النزلاء يعودون إلى الجريمة بعد الخروج من السجن». وقام مدير إدارة الشؤون الدينية أول من أمس، بزيارة تفقدية إلى مكتب «بصيرة» للدعوة والإرشاد في سجون الشرقية. والتقى المشرف العام على المكتب اللواء عبدالرحمن الرويسان، ومدير المكتب الشيخ أحمد الشهري، ومديري الإدارات. واطلع على أبرز الخطط والبرامج الدعوية التي يقدمها المكتب في 7 سجون في المنطقة، وأهم الأنشطة التي سيقدمها في الفترة المقبلة. وكشف العميد الطويل، عن وجود «300 حلقة ضمن برنامج تحفيظ القرآن في السجون، ما يساعد النزيل على الإفادة من مكرمة العفو والإفراج عنه بنصف المحكومية لمن حفظ القرآن كاملاً، أو أجزاء منه، باستثناء المدانين في قضايا المخدرات»، مشيراً إلى إفادة نحو 6 الآف نزيل سنوياً من هذا القرار. وقال: «تمكن 180 نزيلاً من حفظ القرآن كاملاً العام الماضي». وأوضح أن عدد النزيلات النساء في سجون المملكة «لا يتجاوز 5 في المئة من نسبة الرجال، منهن 80 في المئة نزيلات أجنبيات. وتقدم لهن برامج توجيهية وإرشادية»، مضيفاًَ أن هناك «30 مرشداً وداعية في السجون منهم 5 داعيات متفرغات لدعوة النساء يعملن بوظيفة «مرشدة»، إضافة إلى 40 وظيفة لتحفيظ القرآن، و300 وظيفة مقطوعة بنظام المكافآت». وأشار الطويل، إلى توجيهات المدير العام للسجون في المملكة اللواء إبراهيم الحمزي، الذي يطالب ب «توعية النزلاء، وتقديم الدورات التثقيفية لموظفي السجون، من الضباط والأفراد، حتى يتم التعامل مع النزلاء بالشكل المميز والمفيد»، مشيداً بمكتب «بصيرة». فيما أوضح مدير المكتب الشيخ أحمد الشهري، أن «المكتب عمل على ترسيخ الجانب الديني والتوجيه والإرشاد في السجون، بالتعاون مع إدارة الشؤون الدينية في المنطقة، والتركيز على الأنشطة الدعوية والثقافية والترفيهية التي تسهم في تحسين سلوك النزيل واستقامته»، مشيراً إلى إطلاق أول مخيم دعوي ثقافي في سجون الشرقية، والذي يُعد الأول من نوعه على مستوى المملكة، ويستهدف نحو 2400 نزيل من السعوديين والأجانب، ويتضمن فعاليات وأنشطة في مجالات مختلفة.