طالبت السعودية أمس المجتمع الدولي ب «اتخاذ إجراء حازم أمام استمرار نظام بشار الأسد في تحديه للإرادة الدولية، بعد الأنباء الخطرة عن استخدامه للغازات السامة ضد المدنيين»، كما أكدت المملكة أنها ترى في خطوة إعلان النظام السوري إجراء الانتخابات «تصعيداً من النظام». وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الجزائري رمطان العمامرة في الرياض امس، إن المملكة تؤكد» «أهمية قرار الجامعة العربية بشغل الائتلاف الوطني السوري (المعارض) مقعد سورية في الجامعة العربية» اعتباراً من ايلول (سبتمبر) المقبل، وفق قرار القمة العربية الاخيرة في الكويت. وأضاف في كلمته خلال المؤتمر: «المملكة ترى في إعلان النظام السوري بإجراء الانتخابات تصعيداً من نظام دمشق، وتقويضاً للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلمياً وعلى أساس اتفاق «جنيف1»، الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة، تمكّنها من الحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدتها الوطنية والترابية، وهي الجهود التي تعهّد النظام السوري على تعطيلها عن سابق إصرار وتصميم في «جنيف2»، إضافة إلى تواتر الأنباء الخطرة عن استخدام النظام للغازات السامة ضد المدنيين أخيراً في بلدة كفر زيتا بريف حماة، في تحدٍ واضح لقرار مجلس الأمن». وتابع: «هذه التجاوزات المستمرة لنظام دمشق باتت تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراء حازم أمام استمرار تحديه للإرادة الدولية والعربية والإسلامية، خصوصاً في ظل التقرير الذي قدمته المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أخيراً، لانتهاكات النظام التي ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية». وأشار إلى أن النظام السوري أعاد البلاد 100 عام إلى الخلف، وأنه يعتقد بأنه يحقق نصراً عسكرياً على الثوار السوريين، وأنه لا بد من أن يستمع نظام الأسد للسلام أو إجباره دولياً على عدم قمع الثورة عسكرياً. ونفى سعود الفيصل رداً على سؤال ل «الحياة» وجود وساطة جزائرية لحل الأزمة الخليجية مع قطر، وقال: «لا وساطة جزائرية، ومجلس التعاون الخليجي هو المعني بهذه المشكلات». وزاد: «بالنسبة إلى قطر، ليست لدينا سياسة سرية أو مفاوضات سرية معها، ودول المجلس مبنية قاعدتها على الحرية السياسية الخارجية لأية دولة، مع عدم الإيذاء للدول الأخرى، وطالما التزمت الدول بهذا المبدأ فلن تكون هناك مشكلات». ودعا وزير الخارجية السعودي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إلى حل مشكلات بلاده و «عدم رميها على السعودية». ولفت إلى أن زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر الماضي للرياض كانت «جيدة»، وأضاف: «شرح الرئيس أوباما السياسة الخارجية لبلاده في الشرق الأوسط وكانت اللقاءات جيدة جداً تعكس العلاقة القديمة بين البلدين، وهي زيارة مفيدة تجاه القضايا التي كان عليها الخلاف». وأوضح سعود الفيصل أنه بحث مع نظيره الجزائري «تطوير منظومة الجامعة العربية لخدمة العمل العربي المشترك، المملكة والجزائر لديهما إلحاح لتطوير الجامعة لحماية المصالح العربية، حتى تكون أداة تصحيح». وأضاف: «وفي ما يتعلق بالملف النووي الإيراني، فإن المملكة تأمل بأن تسفر الجولة المقبلة لمفاوضات إيران مع مجموعة 5+1 عن حل نهائي وجذري للملف، بما يضمن استخدام إيران للطاقة السلمية، وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية». وفي شأن القضية الفلسطينية، أكد الفيصل أن الرياض تشيد بدعم الجامعة العربية لقرار السلطة الفلسطينية بالموافقة على تمديد المفاوضات، في وقت يشكّل فيه التعنت الإسرائيلي برفض الالتزام بمرجعيات السلام وإقرار مبدأ حل الدولتين». وكان الوزيران الفيصل والعمامرة بحثاً في الرياض «العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها في المجالات كافة، والاتفاقات المبرمة، وأعمال اللجنة السعودية - الجزائرية المشتركة». إلى ذلك، دعا الوزير الجزائري رمطان العمامرة إلى «تأسيس قائمة بالجماعات الإرهابية في الوطن العربي، والعمل المشترك لمواجهتها»، مضيفاً: «عانينا من ويلات الإرهاب والآن نجحنا في معالجته، ونأمل بتعزيز التعاون مع الرياض في هذا المجال». وأكد الوزير العمامرة أن بلاده تدعم «الحل السلمي للأزمة السورية».