قال وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إن نتيجة زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمملكة هي “شرح ظروف الاختلاف” في سياسة الرياض وواشنطن. وفي مؤتمر صحفي مشترك عقده بمقر وزارة الخارجية في الرياض مع وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامره قال: “كانت الزيارة التي شرع فيها فخامة الرئيس الأمريكي تهدف إلى إيضاح والسياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط واستطلاع آراء خادم الحرمين الشريفين تجاه هذه القضايا، حيث كانت المحادثات جيدة جدًا مما يعكس الصداقة القديمة بين البلدين”. وأضاف: “أعتقد أن كلا البلدين استفاد من معرفة الحقيقة لسياسة الدولة الأخرى تجاه الرؤى التي كان عليها اختلاف وشرح ظروف الاختلاف فيها، هذه كانت نتيجة الزيارة وهي نتيجة مهمة للبلدين لأن كلاهما له علاقة جيدة مع البلد الثاني وينسقان ويتبادلان المشورة ويعملان سوياً في إطار الساحة الدولية”. وفي سؤال عن الجديد في الأزمة القطرية في ظل حديث عن الوساطة الخليجية الجزائرية لحل الأزمة أجاب سموه: “لا يوجد وساطة حقيقة”. وفيما يخص المحادثات السرية بين المملكة وقطر حول عودة السفراء ، قال وزير الخارجية: “نحن كل اتصالاتنا معلنة، ودول المجلس مبنية قاعدتها على حرية الدول في سياستها في إطار عدم الإيذاء بمصالح الدول الأخرى ، وطالما ألتزمت الدول بهذا المبدأ فلن يكون هناك مشكلة – بإذن الله-”. وعن المباحثات السرية بين المملكة والعراق بشأن رأب الصدع الذي أحدثه نور المالكي، أجاب سموه: “المشاكل التي يعانيها العراق داخلية وليست مع المملكة العربية السعودية ومن الأجدى لرئيس الوزراء أن يخاطب السياسيين العراقيين والشعب العراقي لحل قضايا العراق ولا يرميها على أحد”. وعن الأزمة السورية قال وزير الخارجية : إن النظام السوري لا يستطيع أن يحقق أهدافه في قمع ثورة الشعب السوي لاسيما وهو يعتقد أنه سيحقق نصراً عسكرياً على الشعب ، مؤكداً أن رأيه في الأزمة السورية أن يستمع النظام إلى دعوات السلام ، حيث أن إعادة سوريا تحتاج إلى عدة عقود. وقال: “أود في هذا الصدد التأكيد على أهمية قرار الجامعة العربية بشغل الائتلاف الوطني السوري مقعد سوريا في الجامعة العربية، كما أن المملكة ترى في إعلان النظام السوري بإجراء الانتخابات تصعيدًا من قبل نظام دمشق، وتقويضا للجهود العربية والدولية لحل الأزمة سلميا وعلى أساس اتفاق (جنيف1) الهادف إلى تشكيل هيئة انتقالية بسلطات واسعة تمكنها من الحفاظ على سيادة سوريا واستقلالها ووحدتها الوطنية والترابية. وهي الجهود التي تعهد النظام السوري تعطيلها عن سابق إصرار وتصميم في (جنيف2) ، إضافة إلى تواتر الأنباء الخطيرة عن استخدام النظام للغازات السامة ضد المدنيين مؤخرا في بلدة كفر زيتا في ريف حماة، في تحدِ واضح لقرار مجلس الأمن”. وأضاف: “إن هذه التجاوزات المستمرة لنظام دمشق باتت تستدعي من المجتمع الدولي اتخاذ إجراء حازم أمام استمرار تحديه للإرادة الدولية والعربية والإسلامية، وخصوصا في ظل التقرير الذي قدمته المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان مؤخرا لانتهاكات النظام التي ترقى إلى مستوى (الجرائم ضد الإنسانية)”. وفيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، قال وزير الخارجية: “إن المملكة تأمل في أن تسفر الجولة القادمة لمفاوضات إيران مع مجموعة (5+1) عن حل نهائي وجذري لهذا الملف ، وبما يضمن استخدام إيران السلمي للطاقة النووية وفق معايير وإجراءات الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها، والمعاهدات والاتفاقات الدولية المبرمة في هذا الشأن ، مع ضمان عدم تحول البرنامج في أي مرحلة من مراحلة إلى الاستخدام العسكري. كما تجدد المملكة تأكيدها على أهمية جعل منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط منطقة خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل وخصوصا الأسلحة النووية. وهو كما تعلمون موقف جميع الدول العربية”.