قال سفير روسيا لدى الأممالمتحدة أمس (الخميس) إنه ينبغي لسورية التحقيق في الاتهامات بأن القوات الحكومية نفذت هجمات بغاز الكلور وإن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) استخدم غاز الخردل، في تصريحات تضعف الآمال الغربية في إمكان فرض عقوبات من الأممالمتحدة على المسؤولين عن الهجمات. والتقى مجلس الأمن في جلسة سرية لبحث نتائج تحقيق للأمم المتحدة و«منظمة حظر الأسلحة الكيماوية» حمّل الحكومة السورية المسؤولية عن ثلاث هجمات بغاز سام. وتأمل فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة في إقناع روسيا بالموافقة على تمديد قدره 12 شهراً في أجل تفويض التحقيق الذي ينتهي في 31 كانون الأول (ديسمبر) قبل البدء في مفاوضات في شأن مسودة قرار لمعاقبة المتهمين بشن مثل تلك الهجمات. وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين وفق ما جاء في نسخة من تصريحاته إن «نتائج آلية التحقيق المشتركة غير حاسمة... وليس لها قوة ملزمة قانوناً ولا يمكن اعتبارها استنتاجات يمكن من خلالها توجيه اتهامات من أجل اتخاذ قرار قانوني»، وأضاف «ينبغي لدمشق إجراء تحقيق وطني شامل في الحوادث الكيماوية التي أكدتها آلية التحقيق المشتركة». وتابع إنه على رغم أن روسيا ما زالت تدرس التقرير الأخير فإن غالبية الحالات التي وردت في تقرير التحقيق الدولي «مليئة بالتناقضات وبالتالي فهي غير مقنعة». وقال ديبلوماسيون إن الولاياتالمتحدة وزعت مسودة قرار على المجلس لتجديد التفويض للتحقيق، وإن المجلس قد يصوت على المشروع الإثنين المقبل على أقرب تقدير. وقال تشوركين للصحافيين «نريد آلية أقوى بكثير تحقق أيضاً في التهديد الكيماوي الإرهابي»، وأضاف أن بلاده تريد أيضاً توسيع التفويض ليشمل الهجمات خارج سورية. وأكدت القوات الأميركية وجود مادة خردل الكبريت على شظايا ذخائر استخدمها «داعش» في العراق في وقت سابق هذا الشهر. ونفت الحكومة السورية الأربعاء الماضي استخدام قواتها أسلحة كيماوية خلال الحرب المستمرة منذ حوالى ست سنوات. وقال التقرير الرابع للتحقيق الدولي الذي قُدم الجمعة الماضي إلى مجلس الأمن، إن قوات النظام السوري استخدمت طائرات مروحية لإسقاط براميل متفجرة من غاز الكلور. ووجد أن تلك الطائرات أقلعت من قاعدتين يتمركز فيهما السربان 253 و255 التابعان للواء ال 63 للطائرات المروحية. وقال السفير الفرنسي لدى الأممالمتحدة فرانسوا ديلاتر للصحافيين قبيل الاجتماع «يجب معاقبة المسؤولين عن الهجمات الكيماوية... إذا لم يكن مجلس الأمن قادراً على التوحد في شأن انتشار واستخدام أسلحة الدمار الشامل في القرن ال 21... فبكل صراحة... ما فائدة مجلس الأمن؟». وقالت رئيسة التحقيق فرجينيا غامبا للصحافيين إن التحقيق الذي تبلغ مدته عاماً شكل رادعاً، إذ تراجع عدد الاتهامات بشن هجمات بالغاز السام. غير أنها أضافت أنه في الشهر الماضي كان هناك 14 زعماً بشن مثل تلك الهجمات.