عدنا مرة أخرى إلى موجة جديدة من العنف الذكوري فقبل أيام عدة قام رجل أميركي بقتل زوجته واثنين من أشقائها وبعد قتلهم قام (بإطلاق النار على نفسه من المسدس نفسه) ومات، أما السبب الظاهري فهو أنه استاء جداً من طريقة صنعها للبيض والظاهر أنه كان يحلم به من نوع أبو عيون والست عملته أومليت طبعاً هم لا يعرفون الشكشوكة وإلا لكان شكشك العائلة كلها عن بكرة أبيها. وفي الثلث الأخير من شهر رمضان الفضيل والذي غادرنا سريعاً بعد أن قضت السيدات معظم أوقات الشهر داخل المطبخ الذي يقدسه الرجال قام أحد المواطنين الصائمين بضرب زوجته وطردها وقت أذان المغرب لأنه اكتشف أن حشوة السمبوسة فيها (جبنة) وليست محشوة باللحم الذي أحضره قبل العصر. ناقشنا كثيراً هذه الحالة واختلفنا حولها، بعض الرجال الأفاضل قالوا: «ما له حق مو يطلق علشان حشوة سمبوسك» والبعض قال وأنا منهم ربما طلب منها بوضوح رغبته وشهيته المبيتة على التهام سمبوسك محشوة باللحمة وقامت الزوجه بتجاهل (رغبته) من دون سبب منطقي (وفي هذه الحالة يحق له أن يغضب ولكن من دون ضرب ولا طرد ولا طلاق وعلى رغم أني أخمن أن الزوج دخل باللحمة المفرومة وألقاها على الطاولة في المطبخ من دون أن ينبس ببنت شفة وهو (توقع) أن الزوجة ستفهم وستربط وستقوم بعملية سريعة وهي الدخول إلى عقله ومعرفة ما فيه بما فيها أمنياته في الطعام لذلك غضب جداً عند ما خالف السمبوسك «الوحش» توقعاته وغضب من زوجته لأنها صاحبة توقعات فاشلة حتى لو كان من الفئة ذات الردود الموحدة والمعروفة والذين يردون بجواب واحد على سؤال واحد «إيش تحب تاكل على الفطور؟» فيجيب يومياً: أي شيء. وعلى رغم أن (أي شيء) مفتوحة وغير محددة وتحيل اختيار القائمة اليومية إلى ذوق الزوجة وضميرها - على رغم ذلك يبدأ الفطور بسؤال لا أعرف ماذا أطلق عليه؛ «ليش ما سويتي فول؟ ليش ما في سوبيا حمراء؟ ليش القطائف بالجبنة؟ وين المطبق؟ كل يوم شوربة حب؟ أوف ما في عيش صامولي؟ ليش ما تنوعين مثل باقي الحريم... !». سأترك موضوع الطعام لأكمله في وقت لاحق بالتفصيل الممل لما فيه من غرائب وطرائف ترفع الضغط المنخفض وتجلب السكر والبربري أحياناً إلى الزوجات الصائمات. قام رجل فلسطيني يعيش في مصر بتعذيب زوجته لمدة شهر كامل حتى توفت بين ذراعيه، أما السبب فلأنها قامت بنشر الملابس على المنشر في البلكونة ومن ضمنها قطع داخلية عدة تخصها فاستحقت بذلك الضرب والتقييد من دون ملابس والحرمان من الأكل والشراب، وأخيراً قام بحرق جسدها بأعقاب السجائر حتى تكونت فطريات أدت إلى موتها. فهل يستحق ما حدث الموت والتنكيل؟ وهل أخبرها هو من قبل وحذرها بعدم نشر الملابس الداخلية في المنشر الخارجي؟ أختم أن عمر الزوج 27 بينما عمر الزوجة 15 سنة فقط! بعد الحوادث والجرائم المتفرقة التي نسمعها أسأل نفسي سؤالاً واحداً؛ مَن من الفصليين ينقصه العقل والحكمة ومن منهم محكوم بالعاطفة؟ [email protected]