بلغ مجال الاتصالات نقطة تحول جوهرية في عالم تشهد فيه التكنولوجيا تقدماً لا يعرف معنى الكلل أو الملل، ووفقاً لنائب الرئيس لشركة بوز ألن هاملتون في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا داني كرم، فإن الموجة الرقمية تزداد قوّة أكثر فأكثر، مما يدفع المشغلين إلى التفكير بشكل متواصل في كيفية مواكبة هذا التطور وحماية خدماتهم الأساسية. فيما تتحوّل البيانات إلى سلع متداولة على نطاق واسع، وتتسبب حلول الإنترنت بخوض خدمات الاتصالات الأساسية صراعًا من أجل البقاء، تعمل الرقمنة من جهتها على تحويل هذه الصناعة، لذا على المشغلين أن يقرروا ما الخطوات التي يجب اتخاذها، إذ يمكن أن تحدد طريقة استجابتهم في ظلّ هذه الظروف إن كانوا سيتعرضون للغرق لا محالة أو سيتمكنون من الوصول إلى برّ الأمان. ومع شروق فجر حقبة جديدة، أصبح حالياً عدد المتصلين بشبكة الإنترنت 2.7 بليون شخص، ومن المتوقع أن ينضمّ إليهم 4 بلايين مستخدم جديد بحلول عام 2025. وفي الوقت نفسه، تشير التقديرات إلى أنه سيكون هناك 50 بليون جهاز متصل بالشبكة على الصعيد العالمي بحلول عام 2020، أي من ستة إلى سبعة أجهزة للشخص الواحد. مع تحوّل الرقمنة اليوم إلى عنصر أساسي في الحياة اليومية، من المتوقع أن تبلغ سوق الخدمات الرقمية 1.1 تريليون دولار أميركي على الصعيد العالمي بحلول 2018، ومنها 20 بليون دولار أميركي في الشرق الأوسط. ففي مواجهة نتائج الإحصاءات المقنعة، باتت الدعوة إلى العمل واضحة، مع بروز الطلب وإنشاء المنصات الرقمية، على مشغلي الاتصالات السعي إلى ابتكار الخدمات المطابقة لها. يذكر أنّ المجالات المتوفرة لتحقيق ذلك واسعة النطاق، فمن البيانات المفتوحة إلى إنترنت الأشياء، هناك اتجاهات عدة تحفز التقدم لدى المشغلين الذين اختاروا اعتماد التحول الرقمي إنما لا يوجد نهج «موحّد يُناسب الجميع».