رأى خبراء ومسؤول مسلم ان المتظاهرين ضد بناء مسجد في موقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في نيويورك واولئك الذين يمزقون او يهددون باحراق مصاحف انما يقعون في الفخ الايديولوجي الذي ينصبه لهم تنظيم القاعدة عبر تعزيز دعايتها ورؤيتها للعالم. ويؤكد هؤلاء انه عبر الربط بين الاسلام والارهاب انما تتوفر لاسامة بن لادن الحجج التي تعزز دعايته ورؤيته للعالم والصراع بين الحضارات. وهذا التحليل يعكس تصريحات الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي اعتبر ان الدعوة لاحراق مصاحف تخدم مصلحة تنظيم القاعدة، داعيا مواطنيه الى "التسامح" في مناسبة ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر ومؤكدا ان الولاياتالمتحدة "لن تكون ابدا في حرب ضد الاسلام". وقال فواز جرجس استاذ العلاقات الدولية والدراسات الشرق اوسطية في معهد لندن للاقتصاد إن "تصاعد موجة العداء للاسلام في الغرب هو الاوكسيجين الذي يبقي القاعدة على قيد الحياة"، مضيفا "ما يحصل في الولاياتالمتحدة يعتبر نعمة بالنسبة اليهم". واضاف الخبير ان "كل هذا المفهوم "الحرب ضد الارهاب" اعطى القاعدة الحجج الدينية والعقائدية التي اتاحت لها القول للعالم الاسلامي ان "الغرب يشن الحرب عليكم ونحن طليعة الاسلام"". وتابع جرجس ان "استراتيجيتهم تقوم على اساس التسبب ب"صراع" حضارات ونحن في الغرب تم جرنا رغما عن ارادتنا في مواجهة غير موجودة في الواقع. انه فخ". وقال ان التظاهرات الاخيرة التي جرت خصوصا في افغانستان واندونيسيا وشابتها في بعض الاحيان اعمال عنف احتجاجا على دعوة قس اميركي لاحراق مصاحف تظهر الى اي حد يمكن التلاعب بمشاعر الحشود. ورأى فواز جرجس وكذلك الباحث الفرنسي دومينيك توما من معهد الدراسات العليا للعلوم الاجتماعية ان القاعدة تستخدم نموذجا متطرفا عن الاسلام من اجل اخفاء برنامج عملها واهدافها السياسية. وقال دومينيك توما "خلف هذا الخطاب الديني الاصولي، هناك خطاب سياسي من نوع ثوري يذكر بحركة ثورية للتحرير في العالم الثالث وليست دينية على الاطلاق". واضاف "يقولون "الغرب يحتل ارضنا يقطع اوصال اراضينا منذ 80 عاما عبر اتفاقات سايكس-بيكو (تقاسم الشرق الاوسط بعد الحرب العالمية الاولى)، انه استعمار مباشر وغير مباشر. انهم يسرقون ثرواتنا ويجتاحون بلداننا ويقتلون نسائنا واطفالنا"... وهذا ينطوي على سياسة. الاسلام ليس له علاقة بكل هذا". واذا كان يكثر في خطاباته من الاشارات الدينية، الا ان اسامة بن لادن حين يتوجه مباشرة بحديثه الى الشعب الاميركي يقول "اذا قصفتم مدننا، سنقصف مدنكم" او "اسالوا انفسكم لماذا لا نهاجم السويد"، كما يذكر هذا الباحث. ويؤكد جرجس وتوما ان المتظاهرين ضد بناء المسجد في نيويورك الذين تجمعوا في نهاية الاسبوع في مانهاتن انما خدموا مصلحة القاعدة عبر الاكتفاء بالتأكيد على ان انتحاريي 11 ايلول/سبتمبر 2001 كانوا مسلمين بدون محاولة فهم الاسباب التي تقف وراء فعلتهم. وقال جرجس "اراهن انه في غضون بضعة ايام او اسابيع سنستمع الى تسجيل صوتي بدون شك من المسؤول الثاني في شبكة القاهدة ايمن الظواهري الذي سيستخدم هذه القضية السخيفة المتعلقة بالدعوة لحرق مصاحف". من جهته ندد غياث الدين صديقي رئيس "البرلمان الاسلامي في بريطانيا" بواقع ان "هؤلاء الجهاديين يستخدمون اللغة الاسلامية للترويج لقضيتهم السياسية وتجنيد اعضاء جدد، انه امر محزن". واضاف "الاسلام ليس له اي علاقة ببرنامج عملهم. الاسلام دين يدعو الى الاستقامة والتقوى والالتزام واحترام الاخر والقانون". وقال المسؤول الاسلامي "في نهاية المطاف، فان الذين يعانون هم المسلمون العاديون. لانهم بشكل مباشر ابرز ضحايا اعتداءاتهم وبشكل غير مباشر لانهم يعانون من السمعة السيئة التي يلحقها هؤلاء الارهابيون بالاسلام".