"قمة بلا توقعات"، العنوان الذي تصدر الصفحة الأولى لكبرى الصحف الإسرائيلية "يديعوت أحرونوت" اليوم قبل ساعات من افتتاح الجولة الثانية للمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في شرم الشيخ. ولم تعتمد الصحيفة في عنوانها تحليلات معلقيها المتشائمة حيال إحراز اي تقدم على خلفية الخلاف حول جدول أعمال المفاوضات، إنما نتائج استطلاع للرأي أفادت أن 71 في المئة من الإسرائيليين لا يؤمنون بأن المفاوضات التي بدأها رئيس حكومتهم مع السلطة الفلسطينية ستؤول إلى اتفاق سلام، في مقابل 25 في المائة فقط يعتقدون أن ثمة فرصة لتسفر المفاوضات عن اتفاق كهذا. ولعل النتيجة الأغرب تمثلت في اعتقاد 68 في المئة من المستطلعين أن استئناف البناء في المستوطنات سيفجر المفاوضات (24 في المئة لا يعتقدون ذلك)، ومع ذلك قال 51 في المئة منهم أنه يجب استئناف البناء، بصرف النظر عن النتائج، في مقابل 39 في المئة أيدوا مواصلة تجميد البناء. وأيد 42 في المئة "الحل الوسط" القاضي باستئناف الاستيطان فقط في التجمعات الاستيطانية الكبرى، بينما عارض ذلك 32 في المئة، وأيد 20 في المئة فقط الحل مطالبين بأن يكون تجميد البناء تاماً. كما جاء لافتاً أن غالبية من 48 في المئة من الإسرائيليين باتت ترفض اتفاق سلام يقوم حتى على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية، وعلى ضم إسرائيل إلى تخومها التجمعات الاستيطانية الكبرى في مقابل تعويض الفلسطينيين بأرض بديلة، في مقابل تنازل إسرائيلي عن "مناطق واسعة" (مناطق محتلة). في المقابل أبدى 45 في المئة فقط تأييدهم لمثل هذا الحل. وحتى زمن ليس ببعيد كانت غالبية الإسرائيليين تؤيد مثل هذا الحل، ما يؤشر إلى مزيد من انحياز الشارع الإسرائيلي نحو اليمين المتشدد. وقال 56 في المئة من الإسرائيليين أن نتانياهو ذهب إلى المفاوضات ليس لجدية نيته للتوصل إلى اتفاق سلام إنما بفعل الضغط الأميركي، في مقابل 36 في المئة فقط قالوا إن نتانياهو جاد في نياته. ورأى 70 في المئة أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ذهب إلى المفاوضات تحت الضغط الأميركي، بينما قال 23 في المئة إنه جاد في نياته.