أعرب الفنان بشير الغنيم عن سعادته بالإقبال الجماهيري، الذي شهدته المسرحية التي قدمها على مسرح مدارس التربية النموذجية في الرياض طوال أيام العيد الثلاثة بعنوان «جابوه الرجاجيل»، معتبراً أن هذا الإقبال يعني اهتمام فئة كبيرة من المجتمع السعودي بالمسرح وإقرار منهم بأهميته، ويعكس تعطّشهم لرؤيته ومتابعته. وقال في حديث ل«الحياة»: «وجدنا التفاعل الجيّد مع المسرحية، وحجم الحضور أسعدنا كثيراً، بل إنه كان يتزايد يوماً بعد يوم، حتى إن بعض الجمهور كان يتواجد في القاعة قبل العرض بساعتين وأكثر، ووجدنا مع نهاية عروضنا أصداء قويّة حول المسرحية، وقبولاً لمحتواها الذي يتناول مجموعة من القضايا المهمة التي يواجهها مجتمعنا، من بينها أسلوب بيع المخططات والمنح الحكومية التي تُعطى للمواطنين، إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية وجود المركزية والتخصص لدى كل جهة حكومية، إذ عملنا على التنبيه حول ذلك، من خلال تقديم مكتب للخدمات العامة يعمل على تقديم مختلف الخدمات من دون تخصص في مجال محدد». وأوضح منتج المسرحية الفنان محمد المنصور، أنه حرص على وجود أسماء مميّزة لها حجمها للمشاركة في هذه المسرحية، الأمر الذي جعله يشارك المؤلف مشعل الرشيد والمخرج علي الغوينم والفنان بشير الغنيم كبطل للمسرحية. وأضاف: «المسرحية تمتلك فريقاً له حجمه في الساحة الفنيّة، فالعمر الفني للمؤلف والمخرج والبطل لا يقل عن عشرين عاماً، وحرصنا أن تكون مرضية لجميع الحضور، وهذا ما لمسناه من خلال تقديمنا للعروض في أيام العيد الثلاثة. وأبدى رغبته في عودة المسرح التجاري، وعودة بقية النجوم إلى الخشبة، مضيفاً: «المسرح التجاري يختلف عن المسرح الذي يكون بتكليف من جهات حكومية، وأرى أنه لا بد أن يعتاد الجمهور على الدفع للتواجد في عرض مسرحي، بحيث يكون حضوره عن قناعة ورغبة». بدوره، ذكر مؤلف المسرحية مشعل الرشيد، أن المسرحية تهدف إلى إيصال مجموعة من المشكلات والقضايا إلى المسؤولين للالتفات إليها وإيجاد الحلول لها، لافتاً إلى التركيز على محاكاة واقع بعض المكاتب العقارية ومكاتب الخدمات العامة ممن يعملون على بيع مخططات الأراضي والمساكن بالوهم على المواطنين، إضافة إلى التطرّق لقضايا المساهمات المتعثّرة التي يحدث فيها التلاعب من بعض التجّار. وقال: «الأمانة أعادت للجمهور المسرح السعودي، وأصبحت تقدّم سنوياً ما لا يقلّ عن 10 مسرحيات حتى في أيام السنة الأخرى، الأمر الذي أسهم في إعادة الثقة والألفة والتقارب بين الجمهور والمسرح، وإيجاد التواصل بينهما، ما أتاح لنا كمؤلفين التواجد والحضور وتقديم ما لدينا من أفكار». من جانبه، شدّد مخرج المسرحية علي الغوينم على عدم الدخول في تنافس مع بقية الفرق المسرحية الأخرى التي تقدّم مسرحياتها في وقت متزامن، مؤكداً أن الجميع يعمل لهدف واحد يتمثّل في تقديم الأفكار المميّزة التي تسعد الجمهور، رافضاً وصف البعض للمسرح السعودي الذي يقدّم في موسم العيد ب«الضعيف»، مطالباً إياهم بالدخول في أجواء المسرح للتعرّف على حقيقته عن قرب. وأضاف: «من يخاف على اسمه ومسيرته المسرحية، فسيحرص على عمله ولن يرضى أن يكون ضعيفاً وأقرب إلى التهريج، وأعتقد أنه لا يفترض إطلاق الأحكام العامة على المسرح السعودي بهذا الشكل، فهو موجود بقوّة، لاسيما في السنوات العشر الماضية التي شهدت حركة مسرحية مكثّفة، وحصل على جوائز مهمّة في عدد من المهرجانات، وله حضوره المميّز، ويحظى باحترام كبير من مختلف الدول، فمن يقول ان المسرح السعودي ضعيف فهو بعيد عن أجوائه، فالأشخاص القريبون منه هم القادرون على الحكم عليه».