يستضيف منتجع شرم الشيخ اليوم الجولة الثانية من المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بمشاركة الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وازدحمت المدينة بالوفود الصحافية والرسمية في شكل لافت، وسط إجراءات مصرية أمنية مشددة، فيما ركبت أعلام الدول المشاركة في المفاوضات على أعمدة الكهرباء على طول الطريق من المطار إلى قاعة المؤتمرات. وعلم في شرم الشيخ أن الوفد الفلسطيني برئاسة عباس يضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، ورئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور صائب عريقات، وعضوي اللجنة المركزية لحركة «فتح» الدكتور نبيل شعث والدكتور محمد اشتيه، والناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة. ومن المقرر أن يعقد الرئيس حسني مبارك جلسة تشاورية مع عباس قبل ظهر اليوم، كما يلتقي كلاً من نتانياهو وكلينتون قبيل انطلاق الجولة الجديدة من المفاوضات. وعبر مصدر مصري موثوق به عن مخاوفه من عدم إحراز نتائج ايجابية من هذه الجولة من المفاوضات، وقال ل «الحياة» إن «ما نسمعه من رفض اسرائيلي لتجديد قرار تجميد الاستيطان ومطالبة الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية الدولة غير مبشر ... ويجعلنا جميعاً نتحسب ونشعر بالقلق من أن تنعكس هذه اللغة سلباً على جولة المفاوضات». وأوضح ان مصر تبذل ما لديها من خلال اجراء اتصالات مع جميع الأطراف لإنجاح المسيرة السلمية وتحض الإسرائيليين على التزام تعهداتهم تجاه الفلسطينيين، مشيراً الى وجود الرئيس مبارك في شرم الشيخ ورعايته الشخصية للمفاوضات، وقال: «إن الرئيس سيستقبل الوفود، وهو مهتم ويتابع عن كثب هذه المفاوضات، وهذا يعكس مدى اهمية الدور المصري النشط والحريص على تحقيق تقدم حقيقي في المفاوضات». ولفت الى ان جولة المفاوضات التي ستجرى اليوم هي تنشيط للمحادثات المباشرة، وقال ان المفاوضات ستستأنف فعلياً غداً في مدينة القدس بحضور كلينتون. ونفى وجود أي اتصالات حالياً مع قيادات حركة «حماس» لحضها على التزام التهدئة الضمنية مع الإسرائيليين والحفاظ على الهدوء في الأراضي الفلسطينية ومنع التصعيد حرصاً على إنجاح المفاوضات، وقال: «حتى الآن، ليس هناك أي اتصالات مع الحركة في هذا الصدد، وهذا الأمر سابق لأوانه».