موسكو - رويترز - تبدو روسيا شبه منبوذة من المستثمرين، فأسهمها مقوّمة بأقل من قيمتها مقارنة بدول ناشئة أخرى، لكن الأسواق قد لا تكون منتبهة إلى ان وضع الاقتصاد الكلي العالمي قد يصب في مصلحة موسكو. هذه هي نظرة المتفائلين بوضع روسيا الذين يرون ان صورتها الضعيفة في الخارج وسجلها المتقلب في مكافحة الفساد وحماية الملكية الفكرية وتحديث الاقتصاد يغطيان على بعض عوامل الجذب الأساسية. وأكد جيم أونيل، المعيّن أخيراً رئيساً لإدارة الأصول في «غولدمان ساكس» ان «الجميع يكرهون هذا المكان اللعين، لذلك لا تخيب روسيا الآمال حين تصدر فيها أخبار اقتصادية سيئة إلا إذا كثرت هذه الأخبار كثيراً». لكن أونيل قال لتلفزيون «رويترز انسايدر» إنه أصبح متحمساً لاحتمال ان يحقق الرئيس ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين بعض التقدم في التعامل مع بعض أكبر التحديات الهيكلية التي تواجهها روسيا. وتتعلق آمال المستثمرين في الأجل القريب بالتقدم في المحاولة المستمرة منذ فترة طويلة لروسيا الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية، وبمبادرة يشرف عليها الكسندر فولوشين، الرئيس السابق لموظفي الكرملين الذي يحظى باحترام واسع النطاق، وتهدف إلى جعل موسكو مركزاً مالياً إقليمياً أكثر جاذبية. ولأن التوقعات متدنية جداً، قد تساعد أي أنباء إيجابية حول هذه المساعي في رفع الأسهم الروسية من مستوياتها المنخفضة، مقارنة بنظيراتها في الدول الأخرى بمجموعة «بريك» (البرازيل وروسيا والهند والصين) كي تصل إلى قيمة تعكس آفاق البلد المتوسط الدخل الذي يحقق نمواً معتدلاً والغني بالموارد الطبيعية. واعتبر إريك كراوس، المستشار العالمي لدى بنك الاستثمار «اوتكريتي» في موسكو والخبير المخضرم في الشؤون الروسية، في عرض أمام مؤتمر استثماري في فانكوفر خلال الصيف ان «روسيا تمثل فرصة استثنائية للتداول، ليس لأنها مثالية جداً، فهي بعيدة جداً عن المثالية، لكن لأنني لا أجد سواها، إلى جانب بضعة أماكن أخرى، تخالف فيها التصورات الأجنبية الواقع تماماً». ويناقش كبار رجال الأعمال والمصرفيين والمسؤولين الروس آفاق الاستثمار في روسيا والتقدم الذي يتحقق في تحديث الاقتصاد في «قمة رويترز الرابعة للاستثمار» في روسيا ما بين 13 و15 أيلول (سبتمبر) في سلسلة من المقابلات الحصرية. وأغلق المؤشر «آر تي إس» الروسي الجمعة الماضي عند 1487 نقطة، متراجعاً 11.2 في المئة عن أعلى مستوى له في سنة، الذي سجله في منتصف نيسان (ابريل) وبانخفاض كبير عن ذروته البالغة 2498 نقطة التي سجلها في أيار (مايو) 2008.