بدأت السلطات الفرنسية أمس، إخلاء «أدغال» مخيم كاليه العشوائي الذي يضم آلاف المهاجرين غير الشرعيين في شمال البلاد، كما أعلنت الحكومة الفرنسية التي اتخذت إجراءات لوجستية كبيرة للعملية التي تتم تحت مراقبة الشرطة. وعلى رغم أن اليوم الأول من العملية اتسم ب «الهدوء»، سادت مخاوف من مواجهات في نهايتها مع مئات المهاجرين المصرين على التوجه إلى بريطانيا. في غضون ذلك، تصاعدت التوترات في أكبر مخيم للاجئين في بلغاريا وسط احتجاج مئات الأفغان مطالبين بالسماح لهم بمواصلة رحلتهم في اتجاه دول أوروبا الغربية، فيما أحرق مهاجرون غاضبون بطانيات أمس، وألقوها داخل مستوعبات يستخدمها موظفو المكتب الأوروبي لدعم اللجوء في مخيم «موريا» على جزيرة ليسبوس اليونانية، وذلك احتجاجاً على أوضاع المخيم البائسة. (راجع ص 6) وتوافد مئات المهاجرين في كاليه منذ ساعات الفجر على مكان تجمع، وهو مستودع أُطلق عليه اسم «مركز العبور»، ليصعدوا إلى حافلة يُفترض أن تقلهم إلى مراكز الاستقبال البالغ عددها 451 وأُقيمت في مدن فرنسية عدة. وعبّر وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف عن ارتياحه لإخلاء المخيم الذي عرف ب «أدغال كاليه». وأكدت الحكومة الفرنسية أن هذه العملية الكبيرة «إنسانية» ويُفترض أن تسمح بإخلاء أكبر مخيم عشوائي في فرنسا كان نشأ منذ 18 شهراً ويؤوي مهاجرين أتى معظمهم من أفغانستان والسودان وأريتريا على أمل عبور بحر المانش وصولاً إلى بريطانيا. وغادرت حافلة أولى أقلت 50 سودانياً المخيّم متجهةً إلى مركز استقبال في بورغوني (وسط الشرق). وحشدت السلطات الفرنسية حوالى 1250 شرطياً ودركياً لضمان حسن سير العملية التي تستمر أسبوعاً، ويُفترض أن يتم خلالها نقل حوالى 8 آلاف مهاجر. وعبّر كريستيان سالومي من منظمة «لوبيرج دي ميغران» غير الحكومية التي تُعنى بالمهاجرين، عن ارتياحه، لأن العملية تتم «بهدوء»، لكنه أبدى قلقه حيال ما سيكون الوضع عليه في نهاية الأسبوع «عندما لن يتبقى سوى الذين يصرون على التوجه إلى إنكلترا»، ويُقدر عدد هؤلاء بحوالى الفي شخص. ووزعت السلطات أول من أمس، منشورات كُتبت بلغات عدة توضح سير العملية وتحاول للمرة الأخيرة إقناع الذين لا يريدون الرحيل، محذرة من أن جرافات ستبدأ العمل على إزالة الخيم. وذكر متطوعون أن عدداً من المهاجرين اختبأوا خارج المخيم أخيراً، لئلا يبتعدوا عن المنطقة، أملاً في الاحتفاظ بفرصة لعبور بحر المانش. ولم تنه عملية الإخلاء الجدل القائم حول المخيم، إذ عبّر معارضون في فرنسا عن خشيتهم من انتشار مخيمات صغيرة تشبه «أدغال كاليه» في أنحاء فرنسا، فيما اعترضت مدن يُفترض أن تستقبل لاجئين على خطة توزيعهم التي وضعتها الحكومة. في بلغاريا، تظاهر 300 شخص في مركز هارمانلي لاستقبال اللاجئين قرب الحدود التركية. وصرحت الناطقة البلغارية باسم منظمة «لجنة هلسنكي» لحقوق الإنسان إيليانا سافوفا، بأنهم «يحتجون على احتجازهم في بلغاريا ضد إرادتهم، ويريدون مواصلة الرحلة إلى صربيا ومن هناك إلى أوروبا الغربية». وأكدت وزارة الداخلية البلغارية وجود «توترات» داخل المركز الذي يؤوي 3800 مهاجر. وأضاف مسؤولون أن المفاوضات مع الأفغان المحتجين مستمرة.