أوقف مراقبي المراعي والغابات في المديرية العامة لشؤون الزراعة في منطقة المدينةالمنورة، شاحنة محملة بالحطب الجاهز للبيع، وسلمتها إلى شرطة الفريش، بحسب ما نشرته وزارة البيئة في تغريدة على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» اليوم (السبت). وشددت الوزارة خلال الأيام الماضية جولات التفتيش لمحاصرة الشاحنات المحملة بالحطب، مع اقتراب فصل الشتاء، والذي يشهد نشاطاً متنامياً في تجارة الحطب، بغرض التدفئة. وشددت الوزارة على منع الاتجار في الحطب أو الفحم المحلي وتداوله بين المستهلكين، وذلك من خلال سن عدد من الإجراءات والقوانين «الرادعة» لكل مخالف لمنع الاحتطاب الجائر، إضافة إلى مصادرة كميات الحطب الموجودة لدى الباعة بعد إنذارهم، وبالتالي القضاء على الاكتساب غير المشروع، والتقليل من استنزاف البيئة من مستخدميها. وفي المقابل، وفرت الوزارة عدد من التسهيلات الحكومية لتشجيع على استيراد الحطب والفحم الذي يستحدم بكثرة في فصل الشتاء في جميع المناطق السعودية. وتعتبر المملكة واحدة من البلدان التي تمر في مرحلة حرجة من التصحر في ظل سلوك الإنسان الضار تجاه البيئة وتدمير الغطاء النباتي بوجه عام، نتيجة انتشار سلوكيات موسمية شائعة، وخصوصاً الاحتطاب الجائر الذي يمارسه البعض، وتقدر نسبة التصحر في السعودية بحوالى 40 في المئة. وأصدرت الوزارة تراخيصاً، وفقاً لوزارة البيئة والمياه والزراعة، تخول كل من يرغب في استثمار الحطب من دول المنشأ، بوصفها فرصة تجمع تسهيلات التي أقرتها الدولة وعلى رأسها إعفاء المستثمرين من الرسوم الجمركية لهذه السلعة. يذكر أن أشهر دول المنشأ لاستيراد الحطب هي دول أوروبا الشرقية، وآسيا، وأميركا الجنوبية، مثل: أوكرانيا، وبلغاريا، ولتوانيا، وكرواتيا، والتشيك، ورومانيا، وبولندا، وهولندا، والصين، وماليزيا، وكندا، وسنغافورة، والباراغواي، وغيرها. يذكر أن الإقبال على شراء الحطب يزداد خلال فصل الصيف، ويفضل كثير من السعوديين استخدام الحطب المأخوذ من أشجار الغضاء والسمر في التدفئة، وتصل حمولة الشاحنة السغيرة من هذه الأنواع إلى ألفي ريال. وعلى رغم منع هذه التجارة ومحاربتها سواءً من وزارة البيئة والمياه أو الدوريات الأمنية، إلا أن تجارتها ناشطة، وبخاصة في مناطق وسط وشمال السعودية، ما أدى إلى زيادة مستوى التدهور البيئي في هذه المناطق.