من بين دهاليز حارة المظلوم والبحر، ورواشين حارة الشام والبلد، تبدأ تاريخية جدة هذه الأيام عزف أنشودة جديدة من موشحات الفرح، فرحاً بقدوم العيد السعيد، تفتح أذرعها لاستقبال زوارها ومحبيها وهي في أبهى حللها، وفتنتها، بالحلوى تسترجع معهم ذكريات الطفولة والصبا، وبالألعاب الشعبية ترسم الفرحة على شفاههم بعد طول غياب. وكشفت بلدية جدة التاريخية خلال هذه الأيام عن إعدادها برنامجاً مميزاً ومختلفاً هذه الأيام للاحتفال بعيد الفطر السعيد للاحتفال بمحبيها ومرتاديها الذين يتوقون لزيارتها هذه الأيام، وقال رئيس بلدية جدة التاريخية المهندس سامي نوار «إن التاريخية سترتدي هذه الأيام ثوباً زاهياً مختلفاً عن كل الأيام، بدءاً من برحة نصيف التي ستشهد أجمل الاحتفالات بمناسبة قدوم العيد السعيد، وستنظم من خلالها الكثير من الفعاليات، بدءاً من ثاني أيام العيد». وأوضح أن هناك فرقاً شعبية محلية، وأخرى من بعض البلدان العربية والإسلامية تختص بالتراث الإسلامي ستشارك خلال الفعاليات التي تبدأ الساعة التاسعة مساء، وتستمر حتى 12 مساء من كل ليلة، مشيراً إلى أن البلدية ستعمل أيضاً على فتح عدد من المعالم والبيوتات الأثرية والعتيقة أمام الأهالي والزوار طوال أيام العيد كبيت نصيف الشهير ومسجد الجامع العتيق وعين فرج يسر، إضافةً إلى بعض المعالم الأخرى التي تشتهر بها التاريخية. ولفت نوار إلى أن هذه الخطوة تأتي بهدف دمج الزوار والمرتادين بطبيعة جدة التاريخية وتعريفهم بما كانت تمتاز به هذه المدينة التاريخية من عبق الماضي الجداوي الأصيل، وكيف كانت لغة التواصل والتراحم بين الأهالي وسكان تلك الأحياء القديمة، إضافةً إلى تعريفهم ببعض العادات والتقاليد التي كانت تمارس خصوصاً خلال هذه الأيام. وأكد أن الفعاليات ستكون منوعة ومختلفة ومناسبة لجميع الأعمار والفئات، وتعمل على إضفاء البهجة والفرح على الأهالي، خصوصاً فئة الأطفال، ملمحاً إلى أن الفعاليات تشتمل على برامج ثقافية وتراثية، وبرامج ترفيهية للصغار والكبار وجميع أفراد الأسرة، إضافةً إلى مسابقات خاصة بالقوارب البحرية، وأخرى في التصوير الضوئي والفوتوغرافي. وأشار إلى أن الفعاليات ستشمل أيضاً تنظيم عدد من الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية ذات الفائدة والنفع الكبير، وتهتم بطرح عدد من المواضيع ذات العلاقة بتاريخ جدة الكبير، وعلاقتها بالمد السكاني والجغرافي المختلف على مر العصور، لا فتاً إلى أن هذه الأمسيات والندوات سيشارك فيها عدد من المهتمين والدارسين بتاريخ العروس، وتدوين بعض المشاهد التاريخية والتي حدثت فيها خلال السنوات الماضية المختلفة. وأوضح أن الفعاليات ستهتم أيضاَ بالعنصر النسائي، وتكون هناك مشاركات وفعاليات مختلفة لسيدات وفتيات جدة، وستشهد الكثير من المواقع الاحتفالية مشاركة المرأة الفاعلة والمهمة في هذا الحدث، مؤكداً أن أبرق الرغامة وأحياء السامر والمحمدية وغيرها من الأحياء ستشهد عدداً من الاحتفاليات النسائية المنظمة احتفاء بمقدم العيد السعيد. يشار إلى أن منظمي حفلات العيد لهذا العام والتي ستنظم داخل مدينة جدة تعمدوا تنظيمها داخل القاعات والمجمعات التجارية المكيفة، تجنباً لأجواء الحرارة الشديدة والتي تشهدها المدينة خلال هذه الأيام، إضافةً إلى التسهيل على الأهالي وتهيئة الأجواء المريحة لهم.