ضرب المواطن جابر العلي أروع معاني الإيثار وحب مساعدة الآخرين، من خلال العمل الإنساني النبيل الذي قام به أخيراً، بالتبرع بكليته للطفل محمد سعد ذي ال14 ربيعاً، ليعكس مدى حبه للخير، وطلباً لكسب الأجر في الآخرة من دون انتظار مقابل من أحد. بدأت قصة جابر ومحمد من خلال موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، الذي أتاح له التعرف على معاناة الطفل محمد، ما دفعه إلى التواصل مع عائلته، إذ لم يقتصر الأمر على التبرع فحسب، بل امتد العطاء والاهتمام عاماً كاملاً، كان فيه جابر يزور محمداً في المستشفى والمنزل ويتابع حاله انتظاراً للوقت الملائم، والتبرع له بكلية لتخليصه من المعاناة. وفي حديثها إلى «الحياة»، قالت أسرة الطفل المريض إنها لم تصدق مدى جدية جابر في التبرع بكليته لابنهم، وخصوصاً أنه سيتبرع من دون مقابل، إلا أن جابراً كان عند حسن ظن الجميع به؛ إذ تبرع لمحمد بكليته. وأضافت أسرة الطفل المريض: «نرى في جابر بطلاً ومخلصاً لابننا محمد من معاناته، فلولا التعرف على رجل نبيل كجابر لم تكن لنا أية حيلة، إلا أن فضل الله أولاً، ثم جابر، كان بمثابة الخلاص لنا». ويقول المتبرع جابر ل«الحياة»، في أول تصريح له بعد ثلاثة أيام من إجراء الجراحة، إنه رفض التصريح إلى عدد من الصحف، كي لا يؤخذ عليه أن ما قام به رياء أو لكسب الشهرة، وحرصاً على مشاعر الطفل، ولكنه قرر التصريح ل«الحياة»، من أجل تشجيع الناس على العمل الخيري، وبخاصة أن هناك قوائم كثيرة في انتظار زراعة الكلى. وذكر ل«الحياة» أن قصة موافقته للتبرع بكليته للطفل محمد جاءت من طريق موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، إذ شاهد معاناته وأهله، وقرر بعدها التواصل مع والدة محمد، التي لم تُصدقه في بداية الأمر، وكانت الصدمة شديدة ومثيرة للاستغراب؛ أنه قرر التبرع لوجه الله تعالى من دون أي مقابل. وقال: «بعد التواصل مع الأسرة استغرقت الفحوص عاماً كاملاً لأسباب عدة، منها زواجي الثاني، إضافة إلى تدهور حالة محمد وإصابته بفايروس في تلك الفترة، كما كانت هناك مراجعة دورية للمستشفى للتأكد من جاهزيتي للجراحة، إضافة إلى عرضي على فريق طبي لعرض نتائج وتبعات التبرع كافة». وأضاف: «بعد إتمام جميع الفحوص قام والد ووالدة محمد بزيارتي في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام، وشكروني على ما قمت به، إذ إن شفاء ابنهم محمد من خلال تبرعي له أدخل عليهم البهجة والسرور»، مبيناً أنه حصل على أشكال الدعم والتأييد كافة من عائلته، التي وقفت إلى جانبه. ويأمل جابر، المعروف بحب الخير، من خلال مشاركاته الإنسانية، والتي منها: عضويته في فريق «فزعة» التطوعي بالأحساء، إضافة إلى كثير من المشاركات التطوعية في العمل الإغاثي على مستوى المملكة، بأن يقتدي به شباب وشابات الوطن بالتبرع لمن ابتلوا بهذه الأمراض كي تكون صحتهم نعمة لهم لا نقمة عليهم. يذكر أن حالات الفشل الكلوي تشهد تزايداً مستمراً في المملكة، إذ يبلغ معدل الإصابات نحو 700 حالة سنوياً، فيما تمتلئ قوائم المستشفيات بالمتقدمين للحصول على كلى.