لم تخفِ الاحتفالات بعيد الفطر المبارك في مصر أمس شعوراً بوجود احتقان بين بعض المسلمين والأقباط على خلفية مزاعم عن اختفاء زوجة كاهن بعدما أشهرت إسلامها. ففي منطقة مصر القديمة حيث يقع مسجد عمرو بن العاص، وهو أول مسجد بني في مصر بعد الفتح الإسلامي، تظاهر مئات المسلمين بعد خروجهم من صلاه العيد احتجاجاً على ما اعتبروه استمراراً لاحتجاز السيدة كاميليا شحاتة زوجة أحد الكهنة الأقباط بعد تحولها إلى الإسلام. ولم يخفف ظهور كاميليا شحاتة في مقطع فيديو نُشر على عدد من المواقع الإلكترونية وأعلنت فيه تمسكها بالدين المسيحي، من غضب المتظاهرين المسلمين الذين اعتبروا أن هذا المقطع مدسوس، مؤكدين أن السيدة التي ظهرت في الفيديو ليست شحاتة. ونفى بابا الأقباط شنودة الثالث في وقت سابق أن تكون شحاتة أعلنت إسلامها، مؤكداً انها لا تزال مسيحية. كما نفى أن تكون مختطفة من قبل الكنيسة، مشدداً على أن «كاميليا مسيحية مئة في المئة»، ومشيراً إلى أن «المكان الذي تقبع فيه هو شأن مسيحي لا دخل لأحد به». واعتبر شنودة في حديث مع صحيفة محلية أن «خلافاً حدث بينها وبين زوجها كاهن دير مواس تادرس سمعان استُغل بطريقة خاطئة، الأمر الذي أدى إلى تصعيد الوضع إلى أبعد الحدود. ولم يحدث أنها اشتكت لأحد حتى يقوم البعض بالدفاع عنها». وقال: «كاميليا لم تعلن إسلامها أبداً أبداً، وهناك فتيات مسيحيات أعلن إسلامهنّ ولم تقم ضجة، ولا أعرف ما الداعي إلى الحساسية بالنسبة لكاميليا، خصوصاً أن المسألة عائلية بحتة تؤخذ في المجال العائلي ولا يصح تصعيدها». وكانت كاميليا اختفت من منزلها الزوجي، الأمر الذي دعا بعض الأقباط إلى التظاهر بحجة أنها خُطفت على يد شاب مسلم. وبعد أيام من اختفائها أعلنت السلطات الأمنية إعادتها إلى زوجها، غير أن الأمر تفجّر بصورة أكبر بعدما ظهر شيخ غير معروف ادعى أن زوجة الكاهن أسلمت وأن سلطات الأمن أجبرتها على العودة إلى الكنيسة، ونشر لها صوراً وهي ترتدي الحجاب وتسجيلاً صوتياً نسبه إليها وهي تتلو آيات من القرآن وتعلن إسلامها. وقبل يومين انتشر على مواقع الانترنت شريط فيديو لسيدة قالت إنها كاميليا شحاتة وإنها لم تعتنق الإسلام، وأكدت أنها تتحدث «من دون ضغط أو إرهاب» للدفاع عن زوجها وبيتها وكنيستها. ونفت مزاعم تعذيبها أو حبسها في أحد الأديرة. واستغربت الحديث عن إجبار الكنيسة لها للعودة إلى المسيحية. وأضافت: «ماذا ستستفيد الكنيسة لو عذّبتني للتمسك بالمسيحية؟». وقالت إن الصورة التي نُشرت لها في وسائل الإعلام والصحافة «ليست لها»، وانتقدت دور الصحافة في تناول قضيتها. وتدخلت «الجماعة الإسلامية» في مصر على هذا الخط، ودعت في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني «الدولة إلى الضرب بيد من حديد على مثيري الفتن الطائفية من المسلمين والأقباط».