كشفت مصادر عسكرية روسية تأسيس «شبكة إنترنت خاصة بالجيش»، لضمان سرية مراسلات المؤسسة العسكرية ومواجهة هجمات محتملة من «قراصنة» غربيين. وفي خطوة تؤجّج توتراً مع الغرب، أعلنت وزارة الدفاع تنفيذ تدريبات لوحدات تابعة لسلاح الصواريخ، في مناطق غرب روسيا قريبة من الحدود مع إستونيا. وأشارت إلى إطلاق أوسع اختبارات لجاهزية أنظمة صاروخية متطورة من طرازَي «أس-300» و «أس-400». ولفتت الوزارة إلى أن التدريبات التي نُفذت في منطقة لوجا، أقصى غرب روسيا، تضمّنت مناورات صاروخية لأنظمة من طراز «إسكندر»، الذي هدّدت موسكو بنشره في مقاطعة كالينينغراد، رداً على نشر واشنطن أنظمة دفاع جوية في بولندا ورومانيا. واستدركت الوزارة أن التدريبات ركّزت على الانتشار واتخاذ وضعية الجاهزية القتالية، ولم تتضمّن تجارب حية على إطلاق صواريخ. ويبلغ مدى صاروخ «إسكندر» الذي تعتبره المؤسسة الصناعية العسكرية الروسية الأكثرَ تطوراً، نحو 500 كيلومتر، ويتميّز بدقة عالية، كما يطاول منشآت في دول أعضاء بالحلف الأطلسي، مجاورة لروسيا. في الوقت ذاته، أُعلنت حال استنفار في وحدات الدفاع الجوي، لصواريخ من طرازَي «أس–300» و «أس–400» المرابطة في غرب سيبيريا وجنوبها، في إطار «اختبار دوري للجاهزية القتالية». وقال ناطق باسم قائد المنطقة العسكرية الوسطى إن الوحدات والتشكيلات في المنطقة بدأت تدريبات تكتيكية تشارك فيها وحدات المشاة الميكانيكية، ووحدات الدبابات وكتائب منصات الصواريخ من طرازَي «أس–300» و»أس–400»، ووحدات الإمداد والتموين، من أجل تدريب حوالى 20 ألف عسكري على «خوض كل أنماط العمليات القتالية، بدءاً من تنفيذ مناورات، وانتهاءً بعمليات دفاع وهجوم وانخراط في معركة». في غضون ذلك، أوردت صحيفة «إزفيستيا» أن الجيش الروسي أسّس شبكة مغلقة للتواصل، ليست مرتبطة بشبكة الإنترنت العالمية. ونقلت عن مسؤول في وزارة الدفاع أن الشبكة التي سُمِّيت «القطاع المُغلق لنقل البيانات»، تضمّ خدمة بريد إلكتروني يمكن استخدامها لنقل بيانات سرية، بما في ذلك «وثائق مهمة جداً». وأشار إلى تشغيل الشبكة في شكل كامل، بعد استكمال تأسيسها أواخر الصيف الماضي. وتُخطط وزارة الدفاع لمواصلة توسيعها، ووضع أجهزة كومبيوتر إضافية متّصلة بها، في القواعد والمؤسسات العسكرية. وأوردت الصحيفة أن «الإنترنت العسكرية» تضمّ مواقع إلكترونية خاصة بها، لا يمكن الوصول إليها إلا عبر أجهزة كومبيوتر مُسجّلة لدى هيئة «مصلحة حماية أسرار الدولة». ولا يمكن استخدام أي وسائط إلكترونية غير مُرخّص بها على تلك الأجهزة، وتُسجّل أي محاولة لانتهاكها. ولم تخفِ مصادر عسكرية أن توقيت إعلان تأسيس الشبكة السرية، مرتبط بتهديد الولاياتالمتحدة بشنّ هجوم إلكتروني على روسيا، رداً على ما تشتبه واشنطن في أنها هجمات شنّها «قراصنة روس» على مواقع للحزب الديموقراطي الأميركي وشبكات إلكترونية أخرى في الولاياتالمتحدة.