طهران، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – أكدت إيران أمس، قدرتها على إنتاج صواريخ مماثلة لنظام الدفاع الصاروخي الروسي من طراز «أس-300» الذي تتهم طهرانموسكو بالتقاعس عن تسليمها إياها، تنفيذاً لعقد أبرمه البلدان قبل سنتين. جاء ذلك في وقت أعلنت طهران أن مشروع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي لتخصيب اليورانيوم الإيراني في الخارج، «لم يُحسم بعد»، فيما أوردت صحيفة «كومرسانت» الروسية ان موسكو «مستعدة مئة في المئة» لدعم عقوبات دولية جديدة تُفرض على طهران، إذا لم تردّ إيجاباً على الاقتراحات الغربية لتسوية ملفها النووي. في غضون ذلك، أصدرت محكمة إيرانية حكماً بالسجن 8 سنوات على الطالب عبدالله مومني، بتهمة المشاركة في الاحتجاجات التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في حزيران (يونيو) الماضي. ونقل موقع «موجكامب» الإصلاحي عن زوجة مومني قولها إن الأخير «حُكم بالسجن سنتين لمساسه بالأمن القومي، وبالسجن 6 سنوات لمشاركته في حركة الاعتراض بعد الانتخابات». وأكدت ان زوجها لم يشارك في التظاهرات بعد الاقتراع. جاء ذلك في وقت شكّلت السلطات الإيرانية وحدة خاصة لمراقبة المواقع الإلكترونية ومكافحة «الشتائم ونشر الأكاذيب» عبر الإنترنت، في خطوة تستهدف المعارضة التي تعتمد في شكل شبه حصري على الشبكة العنكبوتية، لنشر رسائلها والتواصل بين أنصارها. الى ذلك، اعتبر عدد من مراجع الدين أن «الحفاظ على سمعة النظام أهم من كل شيء». ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) عن مراجع التقليد مكارم شيرازي وصافي كلبايكاني ونوري همداني وجعفر سبحاني تأكيدهم ان «الوحدة ممكنة مع الذين يؤمنون بالنظام والاستقلال الحقيقي للبلد والقيادة والمرجعية، ولا تعني أن نضع أيدينا في أيدي مثيري الشغب ومعارضي النظام والقيادة والدستور والمخدوعين بالغرب». على صعيد آخر، نقلت وكالة «مهر» عن رئيس لجنة السياسة الخارجية والأمن القومي في مجلس الشورى (البرلمان) علاء الدين بروجردي تأكيده «تقاعس» روسيا عن تسليم صواريخ «أس-300». وقال: «لدينا تعاون عريق مع روسيا في المجال العسكري، والأهم بالنسبة الى روسيا في هذا الموضوع، هو أن تكون ملتزمة تعهداتها أمام الرأي العام وعلى الصعيد الدولي». وحضّ روسيا على تسليم صواريخ «أس-300»، «لأن إيران ليست ذاك البلد الذي يقف مكتوفاً، في حال عدم تعاون الطرف المتعاقد». وأضاف: «من الطبيعي ان تقوم الجمهورية الإسلامية في المستقبل القريب، نظراً الى الإمكانات التي تملكها، بإنتاج هذه المنظومة من الصواريخ، لكن مع ذلك يمكن التزام روسيا بتعهداتها ان يكون أساساً لتوافقات جديدة في سائر المجالات الأخرى». وفي موسكو، نقلت «كومرسانت» عن مصادر في ادارة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف قولها إن موسكو «مستعدة مئة في المئة» لدعم العقوبات على إيران، وأن «المسألة تكمن في توافق تقويمات الخبراء الروس والأميركيين، حول ضرورة اتخاذ قرار مماثل». وأضافت المصادر: «لكن بكل تأكيد، الأفضل هو حمل طهران على التعاون بدل فرض عقوبات عليها، لأن (العقوبات) قد تدفع إيران الى تشديد موقفها، ولن نحصل على أي معلومات عما يجري هناك». وأشارت «كومرسانت» الى أن «الكلمة الأخيرة حول احتمال تبني عقوبات، تعود الى الرئيسين الروسي والأميركي» ديمتري ميدفيديف وباراك أوباما اللذين سيلتقيان في سنغافورة اليوم على هامش قمة «المنتدى الاقتصادي لآسيا - المحيط الهادئ» (أبيك). وأضافت: «انهما سيبحثان ليس الوضع حول البرنامج النووي الإيراني فقط، بل يمكن أيضاً أن يقررا متى يتوجب فرض عقوبات» على طهران. في السياق ذاته، أفادت «إرنا» بأن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين سعيد جليلي قدم الى «مجلس تشخيص مصلحة النظام» تقريراً عن «آخر المستجدات في المحادثات النووية مع الدول الأوروبية، حول توفير الوقود النووي لإيران». وأشارت الى أن المجلس الذي يرأسه هاشمي رفسنجاني صادق على مسائل عدة، بينها «الاستفادة الحيوية للمكانة الجغرافية الممتازة، لنيل مكانة إقليمية ودولية لائقة للبلد».