كابول، واشنطن، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعرب البيت الابيض امس عن قلق الادارة الاميركية من دعوة اطلقها تييري جونز، القس في كنيسة «الوصول الى عالم يسوده السلام» المعمدانية في فلوريدا والتي لا يزيد عدد اتباعها عن 50 شخصاً، لإحراق مصحف علناً السبت المقبل، في ذكرى اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، في حين ندد الفاتيكان بهذه النية. وقال الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس ان هذه الدعوة «تضع قواتنا في خطر، واي نشاط من هذا النوع يعرض قواتنا للخطر، هو مصدر قلق بالنسبة لادارتنا». وصدرت صحيفة «اوسرفاتوري رومانو» الناطقة باسم الفاتيكان امس بعنوان «لا أحد يجب ان يحرق المصحف»، وقالت «ان الادانات تتصاعد في كل انحاء العالم الا ان الاصوات الاكثر قوة هي التي ترتفع من آسيا خصوصا تلك الصادرة عن الكنيسة الكاثوليكية» منددة بمبادرة الكنيسة الاميركية لاحراق نسخة من القرآن الكريم. ونقلت الصحيفة عن اسقف لاهور ورئيس المجمع الاسقفي الباكستاني لورانس جون سالدانها قوله «نندد بشدة بهذه النية وهذه الحملة التي تتعارض مع الاحترام الواجب لكل الديانات وتتعارض مع عقيدتنا وايماننا». كذلك وصف اسقف باندونغ في اندونيسيا يوهانس ماريا تريلاكسيانتا بوجاسومارتا الدعوة الى احراق نسخة من القرآن بانها «عمل غير مسؤول». في هذا الوقت، حذر قائد القوات الاجنبية في افغانستان الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس من الخطر الذي سيتهدد حياة الجنود الأميركيين في حال نفذ جونز تهديده. لكن القس أصر على مخططه رغم تأكيده انه «يأخذ على محمل الجد» مخاوف بترايوس التي أيدها ايضاً الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) اندريس فوغ راسموسن. وقال بترايوس لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «احراق نسخة القرآن الكريم سيخدم مصلحة حركة طالبان في افغانستان ويعزز دعايتها المعادية للأميركيين، كما سيذكي مشاعر الغضب ضد الولاياتالمتحدة في العالم الاسلامي»، وهو ما حذرت منه السلطات الايرانية لدرجة التلميح بإمكان خروج رد الفعل الإسلامي عن السيطرة بالكامل. وأضاف ان «مجرد اشاعة في شأن احتمال حصول هذا الامر اشعلت تظاهرات»، أحدها في كابول اول من امس، حين هتف حوالى 200 محتج «الموت لأميركا» و «يحيا الإسلام». في المقابل، وصف القس جونز مخاوف بترايوس بأنها «ليست في محلها»، وقال لصحيفة «وول ستريت جورنال»: «يجب ان نوجه رسالة واضحة الى المتطرفين الاسلاميين. لن نبقى اسيري الخوف والتهديدات». وكان جونز صرح في تموز (يوليو) الماضي، بأن «الاسلام والشريعة الاسلامية مسؤولان عن اعتداءات 11 ايلول»، مطالباً بنهوض اميركا للدفاع عن الحقيقة.