جدد المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي دعوته المصريين إلى «مقاطعة الانتخابات النيابية»، ملوحاً بالنزول إلى الشارع والعصيان المدني. وتأتي تصريحاته وسط عاصفة من الجدل أحدثه نشر صور لابنة البرادعي على صفحات الانترنت الأمر الذي فُسّر بأنه محاولة لتشويه صورته. وتوقع البرادعي العائد إلى مزاولة نشاطة السياسي في البلاد بعد غياب دام شهرين «تغييراً قريباً في النظام المصري»، لكنه حذّر في الوقت نفسه من فوضى في حال لم يستجب الحكم «مطالب الإصلاح والتغيير». واستأنف البرادعي، المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة، مساء أول من أمس نشاطه السياسي على مائدة إفطار ضمت العشرات من مناصريه ونشطاء حملته، وعرض أمام الحضور رؤيته خلال الفترة المقبلة، مطالباً ناشطي حملته بمزيد من النشاط في الشارع بهدف جمع ما يقارب ثلاثة ملايين توقيع على «بيان التغيير» قبل نهاية العام الجاري. ومن المفترض أن يكون البرادعي التقى مساء أمس وفداً عمالياً في حين يستضيف اليوم في منزله مجموعة من الأدباء والمثقفين. ولقي البرادعي استقبالاً حاراً من نحو 300 شاب يمثّلون 20 محافظة إقليمية اجتمعوا مساء أول من أمس على مائدة إفطار في أحد مطاعم منطقة السيدة زينب (الشعبية وسط القاهرة). وارتدى غالبية الشبان قمصان «تيشيرت» طُبع عليها صور للبرادعي بينما حمل آخرون الأعلام المصرية. وحذر البرادعي الذي بات من أبرز المعارضين في مصر، النظام الحاكم من «عدم الاستجابه لرغبة الشعب في التغيير والاصلاح»، ملوّحاً بالدعوة إلى العصيان المدني السلمي كورقة أخيرة، إذا استمرت السلطة في تجاهل مطالب الاصلاح، معتبراً أنه في حال حدوث ذلك «ستخرج الأمور عن نصابها وسيكون النزول الأول والأخير وهو ما سيمثل نهاية النظام القائم». وأضاف: «إن الحزب الوطني يجب أن يعرف أنه ليس ممثلاً حقيقياً للشعب، ويجب أن يعرف أيضاً أن أمر التغيير ليس صعباً، وإننا شعب مسالم، نحكم عقلنا ونعرف كيف نتصرف». وزاد: «كان يوجد أنظمة أبشع من النظام الحالي في مصر، وكان مصيرها إلى زوال»، مستشهدا بسقوط النظام العنصري في جنوب أفريقيا والذي تبعته عملية مصارحة ومصالحة. وبدا من حديثه أنه بات أكثر قدرة على تحدي النظام، إذ إنها المرة الأولى التي يتحدث فيها عن وسائل جديدة للتغيير غير جمع التوقيعات. كما أن لهجته بدت وكأنها تحدٍ للسلطة في حال لم تستجب مطالب التغيير، وهو الأمر الذي اعتبره محللون نتاجاً للحملات التي تُشن ضده بين الحين والآخر والتي استهدفت أخيراً ابنته ليلى البرادعي عندما نشر مستخدم مجهول بعض صورها وهي ترتدي لباس البحر، في حين رأى مراقبون آخرون أن البرادعي بات أكثر قوة الآن مقارنة بالأيام الأولى لعودته إلى القاهرة، إذ انه يجد الآن خلفه نحو مليون مصري وقّعوا «بيان التغيير» الذي كان أطلقه في شباط (فبراير) الماضي عقب عودته للاستقرار في القاهرة. وقال المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية أول من أمس «إن العصيان المدني سيكون الورقة الأخيرة، بالنسبة إلينا، وإن كنت أود ألا نصل لهذه المرحلة». وأشار إلى أنه خلال 6 شهور فقط استطاعت حملته جمع ما يقارب مليون توقيع. وشن هجوماً شديداً على الحزب الوطني الحاكم، قائلا إنه «لو كان لديهم أي حس وطني لما دخلوا الانتخابات، وكان الأفضل لهم أن يتركوا الميدان لغيرهم، لكي ينتشلوا مصر من المستنقع الذي هي فيه»، مؤكدا أن أي نظام سياسي لم يأت وفقا لإرادة الشعب لا يُحترم. واستنكر مطالبة البعض له بدخول الانتخابات الرئاسية عبر أحد الأحزاب السياسية، واصفاً الحالة السياسية في مصر الآن ب «المعبد المتهالك الآيل للسقوط».