الهجوم على الموصل، المعقل الرئيسي ل «داعش»، عملية معقدة جداً تشارك فيها، بدرجات متفاوتة، قوات الجيش العراقي وقوات أجنبية وفصائل محلية مصالحها مختلفة إن لم تكن متناقضة. ربما كان الموقف التركي والخلاف بين بغدادوأنقرة أفضل ما يعبّر عن هذا الواقع، إذ أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان، مع انطلاق العملية، أن قواته الموجودة في بعشيقة ستشارك في المعارك. وقال في خطاب متلفز: «سنكون جزءاً من العملية، وسنكون موجودين الى الطاولة»، مضيفاً أن «أشقاءنا هناك وأقرباءنا هناك». وكانت الاستعدادات لبدء عملية استعادة الموصل من أيدي الإرهابيين الذين سيطروا على ثاني مدن العراق في حزيران (يونيو) 2014، شهدت توتراً كبيراً بين انقرةوبغداد. وأشار الرئيس التركي إلى أن المسألة بحثت خلال محادثات في الولاياتالمتحدة حصلت نهاية الأسبوع الماضي ورئيس الأركان خلوصي أكار ونظيره الأميركي جوزف دانفورد. وقد عبرت تركيا عن قلقها إزاء احتمال مشاركة فصائل «الحشد الشعبي» ومجموعات كردية مناهضة لأنقرة في الهجوم، فيما انتقدت بغداد بشدة وجود قوات تركية في قاعدة بعشيقة، شمال الموصل. لكن أردوغان قال أن قواته التي تدرب مقاتلين سنة لمحاربة «داعش»، ستبقى في القاعدة. وزاد «يجب ألا يتوقع أحد أن نغادر. نحن هناك وقمنا بمختلف أنواع العمليات ضد التنظيم». وفي مؤشر إلى محاولة أنقرة تحسين الأجواء مع بغداد، أفادت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية بأن وفداً تركياً رفيع المستوى في طريقه الى العاصمة العراقية، برئاسة وكيل وزارة الخارجية اوميد يالجين. إلى ذلك، قال نعمان قورتولموش، نائب رئيس الوزراء التركي أمس أن أنقرة مستعدة لاستقبال مئات الآلاف من النازحين الذين قد يفرون من الموصل، وأضاف أن بلاده، لا تتوقع تدفقاً كبيراً للفارين إذا تم تنفيذ العملية «بالطريقة الصحيحة».