أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي فجر اليوم (الإثنين) بدء عمليات استعادة مدينة الموصل من تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، مؤكداً أن دخولها سيقتصر على عناصر الجيش والشرطة. وقال العبادي في كلمة بثها التلفزيون الرسمي «يا أبناء شعب العراق العزيز، يا أبناء نينوى الأحبة، دقت ساعة التحرير واقتربت لحظة الانتصار الكبير (...) بإرادة وعزيمة وسواعد العراقيين وبالاتكال على الله العزيز القدير أعلن اليوم انطلاق عملية تحرير محافظة نينوى». وكان رئيس الوزراء، وهو القائد العام للقوات المسلحة، محاطاً بمسؤولين عسكريين عراقيين كبار خلال إلقائه كلمته، ولم يذكر تفاصيل حول العمليات العسكرية التي تم إطلاقها ليل الأحد - الإثنين. وأضاف العبادي متوجهاً إلى سكان الموصل، ثاني مدن البلاد وآخر أكبر معاقل المتطرفين في البلاد «كانت هناك محاولة (...) لتأخير عملية التحرير ولكننا وأدناها. هذا العام كما وعدناكم سيكون عام الخلاص من داعش ونحن سنفي بوعدنا». ويسيطر التنظيم على الموصل منذ حزيران (يونيو) 2014. وأردف العبادي «سنقتص من المجرمين، والقوات التي تحرركم من داعش جائت لتخليصكم، ونطلب تعاونكم أيها المواطنون. نطلب منكم التعاون مع القوات الأمنية المشاركة بعمليات التحرير مثلما فعل أهالي الأنبار وباقي المحافظات التي كانت تحت سيطرة داعش». وقبيل انطلاق العملية العسكرية، ألقت طائرات القوات الجوية العراقية عشرات آلاف المنشورات تتضمن تعليمات سلامة لسكان الموصل. وقالت «قيادة العمليات المشتركة» إن «طائرات القوة الجوية العراقية ألقت عشرات آلاف من الصحف والمجلات على مركز مدينة الموصل، تحمل أخباراً مهمة وإحاطتهم بالمستجدات والحقائق والانتصارات». من جهته، اعتبر وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أن عمليوة استعادة الموصل تشكل «لحظة حاسمة» في المعركة ضد «داعش». وقال كارتر «هذه لحظة حاسمة في حملتنا لإلحاق هزيمة دائمة بتنظيم الدولة الإسلامية»، وأضاف «نحن واثقون بأن شركاءنا العراقيين سيهزمون عدونا المشترك ويحررون الموصل وبقية العراق من وحشية وعداء الدولة الإسلامية». وأكد كارتر استمرار دعم واشنطن للعراق. وقال «الولاياتالمتحدة وبقية التحالف الدولي على استعداد لدعم قوات الأمن العراقية ومقاتلي البيشمركة (الكردية) والشعب العراقي في النضال الصعب الذي ينتظرهم». وعمد تنظيم «الدولة الإسلامية» إلى سحب الأطباق اللاقطة وأجهزة الاتصالات من السكان وحددوا نقاط إعلامية تبث فقط ما يرغبون بنشره كمصدر وحيد للمعلومات. ومنع التنظيم المتطرف استخدام أجهزة الهاتف المحمول وأوقف الخدمة في الأبراج الواقعة داخل المدينة. ومن جملة تعليمات السلامة التي تضمنتها المنشورات، دعوة سكان الموصل إلى وضع اشرطة لاصقة على زجاج النوافذ لمنع تحطمها أثناء القصف، وتجنب مواقع الضربات الجوية لمدة ساعة، فضلاً عن الامتناع عن القيادة إذا أمكن. وقد تتسبب عملية الموصل بأزمة إنسانية مع تحذير الأممالمتحدة من أنها قد تؤدي إلى تشريد حوالى مليون شخص مع اقتراب فصل الشتاء. وعبر نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ ستيفن أوبراين عن «قلقه البالغ» في شأن سلامة سكان مدينة الموصل بعد إطلاق عملية استعادتها. وقال «أشعر بقلق بالغ في شأن سلامة حوالى 1.5 مليون شخص يعيشون في الموصل قد يتأثرون من جراء العمليات العسكرية (الهادفة) إلى استعادة المدينة من داعش». وأضاف أن «العائلات معرضة لخطر شديد» إذ أنها قد تجد نفسها ضحية «لتبادل إطلاق النار، أو مستهدفة من جانب قناصة» على حد قوله. وقال أوبراين في بيان «في أسوأ الأحوال، ونظراً إلى شدة الأعمال القتالية ونطاقها، قد يجبر أكثر من مليون شخص على الفرار من منازلهم». وشدد على أن الأطفال وكبار السن هم من بين الأكثر تعرضاً للخطر، مضيفاً أن «عشرات الآلاف من الفتيات والفتيان والنساء والرجال العراقيين قد يكونون تحت الحصار أو قد يستخدمون كدروع بشرية. وقد يتم طرد الآلاف قصراً أو قد يجدوا أنفسهم عالقين بين خطوط القتال».