انطلقت مساء أمس (الجمعة)، في العاصمة اللبنانية، احتفالية "مسرح المدينة" الشهير في شارع الحمرا، لمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسه، والذي سيشهد على مدى 12 يوماً، سلسلة من المسرحيات والأفلام والعروض الراقصة والموسيقية لفنانين لبنانيين سخّروا مواهبهم لإنجاح الاحتفالية. وقالت الممثلة والمخرجة نضال الأشقر التي أسست "مسرح المدينة"، ضمن النشرة المخصصة للاحتفالية: "أريد أن أحتفل بال20 عاماً لهذا المسرح الذي أريده أن يستمر من بعدي ويتسلّم مهماته شباب يعشقون المسرح ويقدرون عالمه تماماً مثلي"، مضيفة: "سنقاوم ونستمر، على رغم ما يحدث حولنا من دمار لمدينتنا التاريخية الرائعة ولإنساننا ولأرضنا ولبحرنا ولساحلنا". وكتبت الشاعرة والكاتبة والفنانة اللبنانية الأميركية أتيل عدنان في النشرة: "من الناحية الثقاقية، نحن الآن باقون على قديمنا، وقبليون تواقون إلى السحر تاريخياً، فيما نحاول أن نتبنى الأساليب الغربية المسماة عقلانية، وهي ليست بالضرورة أفضل مما لدينا". وأقفل القسم الرئيس من شارع الحمرا، حيث انتشر المشاة كباراً وصغاراً في مقاهيه حتى منتصف الليل، وتوزعت الأكشاك وسطه عارضة المأكولات والمشروبات، فيما صدحت الموسيقى القادمة من المسرح عبر مكبرات الصوت، ووُزعت نشرة مخصصة للاحتفالية، إضافةً إلى دبابيس تحمل شعار المسرح. وانقسمت الأمسية الأولى من الاحتفالية التي تستمر حتى ال26 من الشهر الجاري، إلى قسمين، ضم الأول مسرحية "الملك يموت" للكاتب المسرحي الروماني الفرنسي يوجين يونسكو، التي ترجمها وأعدها وأخرجها الصحافي والفنان التشكيلي والمخرج المسرحي فؤاد نعيم، وأداها جورج خباز وبرناديت حديب وباتريسيا سميرا ومي أوجدين سميث وموريس معلوف ووليد جابر. وتتمحور المسرحية حول ملك يحكم منذ أعوام طويلة وينهار ملكه يوماً بعد آخر، لكنه يرفض أن يرى الواقع كما يرفض موته المحتوم، لأنه يعتبر أنه وحده من يقرر لحظة موته، فيما رافق المسرحية في عزف مباشر أثرى الأداء المسرحي، كلّ من محمد عقيل ونبيل الأحمر وعماد حشيشو، بينما قدمت المغنية ريما خشيش في القسم الثاني من الأمسية، حفلة موسيقية شملت أعمالاً من ألبوماتها الخمسة السابقة، إضافة إلى أعمالها الجديدة. وعبر الحضور عن سعادتهم بالأمسية، إذ قال فادي سعيدون البالغ من العمر 55 عاماً: "الأمسية جميلة بحميميتها وقدرتها على استحضار مختلف الأحاسيس"، أما روزيت جبور (40 عاماً) فأكدت أن "أهمية الاحتفالية تكمن في قدرتها على جمع كل هؤلاء الناس الذين ينتمون إلى مختلف الطبقات الاجتماعية في مكان واحد". واستقبل المسرح الذي يعتبر أحد أبرز الأحداث الفنية والثقافية وأكثرها نشاطاً في لبنان، والذي كان يتّخذ شارع كليمنصو مقراً له لأعوام عدة قبل انتقاله إلى الحمرا، فرقاً محلية وعربية وعالمية، وغالباً ما قدم عروضاً خارجة عن نطاق التقاليد والمسرح الكلاسيكي، ليتبنى أنماطاً فنية معاصرة ومستقبلية الطابع.