أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان أن الأمن يبدأ بشعور الإنسان بانتمائه إلى وطنه وتاريخه، مشيراً إلى أن التحديات الأمنية والسياسية والاضطرابات في المنطقة تتطلب تكثيف الجهود، لتحقيق التكامل على المستوى الإنساني والتاريخي والثقافي. وذكر أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رجل ثقافة ويعتد بالتاريخ ويردد دائماً أن الأمم التي تنسى تاريخها لن يكون لها مستقبل. جاء ذلك، خلال تصريح صحافي بعد زيارته ووزراء السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، المعرض السنوي الثاني للحرف والصناعات اليدوية لمجلس التعاون الخليجي، الذي أقيم أخيراً في المتحف الوطني بالرياض بالتزامن مع اجتماع الدورة الثالثة لوزراء السياحة بدول مجلس التعاون. وقال رئيس الهيئة العامة للسياحة: «نحن نقوم حالياً بدراسة مع منظمة السياحة العالمية و(يونيسكو) والبنك الدولي لتقويم الأثر الاقتصادي الناتج من المحافظة على التراث الوطني، وتعزيز السياحة التراثية والثقافية، وستقدم الدراسة أرقاماً هائلة لاقتصاد جديد، يُحدث نقلة في الاقتصاد». وأوضح أن التكامل أحد الأنشطة الاقتصادية الجديدة التي يرعاها برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي يحوي مساراً اقتصادياً متكاملاً، لافتاً إلى أن الهيئة تعمل على إنشاء شركة وطنية جديدة، تعنى بالحرف والصناعات اليدوية، كما ذكر أن صندوق الاستثمارات العامة للفنادق التراثية أطلق شراكة بين «أرامكو» وشركة سيتور ممول ب100 مليون دولار للسنوات ال10 المقبلة. واستطرد بالقول: «عملنا شراكات مع مؤسسة التركواز التابعة لمؤسسة الأمير تشارلز، التي تساعدنا في تنفيذ اتفاقات التعاون التي وقعناها مع الفنادق لتجهيز وتقديم خدمات الحرف والصناعات اليدوية وصناعات الأسر المنتجة في الفنادق الجديدة». وبين أن الاهتمام بحماية المواقع التراثية والتاريخية في المملكة وتأهيلها تندرج تحت برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة، الذي يعد برنامجاً تاريخياً، واجتماعياً، واقتصادياً، إذ أُعلن تمويل المرحلة الأولى منه بنحو 3 بلايين ريال، بهدف إعادة الحياة إلى كثير من المواقع، إضافة إلى 15 متحفاً رئيساً على مستوى المملكة. وأضاف: «وجدنا جميعاً، قادة ومواطنين قبل كل شيء، أن تكاتفنا وتكاملنا هو طريقنا للمستقبل، واليوم أصبحت دول مجلس التعاون تمثل أحد الوجهات السياحية المهمة على مستوى العالم، وخطوط الطيران فيها من أضخم شركات النقل عالمياً، وتتميز بإرث حضاري مشترك ضارب في عمق التاريخ، فنحن نملك جميع العناصر التي تجعل من دول الخليج بتكاملها وتضامنها تسهم بدور أساس في استقرار وتطور». وعن علاقة السياحة التراثية وبرنامج التحول الوطني، قال رئيس الهيئة العامة للسياحة: «أصبحت المحافظة على التراث والفعاليات السياحية اليوم، مترابطة في كل العالم، فقطاع السياحة اليوم في مقدمة القطاعات المولدة لفرص العمل على مستوى العالم، إذ إن المملكة نظرت في برنامج التحول الوطني إلى السياحة على أنها اقتصاد كبير، يولد فرصاً للعمل». وأوضح أن المملكة أنشأت هيئتين جديدتين ل«الثقافة» و«الترفيه»، إضافة إلى أن هيئة السياحة قدمت منظومة ضخمة من المشاريع والمسارات، انطلاقاً من إيمانها بالتكامل بين السياحة والثقافة. وبين أن الحرف والصناعات اليدوية أصبحت قطاعاً اقتصادياً كبيراً، كما حظي هذا القطاع باهتمام حكومي كبير من خلال البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع)، وهو برنامج وطني تشترك فيه كثير من الوزارات وتديره الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني. وأشار إلى أن البرنامج حقق نتائج كبيرة في تنظيم وتطوير القطاع، لافتاً إلى أن عدداً من كبريات الفنادق وبموجب اتفاقات التعاون التي وقعتها الهيئة مع عدد منها، ستستخدم قريباً المنتجات الحرفية. واطلع الأمير سلطان ورؤساء الوفود المشاركة في الاجتماع على أركان المعرض، الذي شارك فيه ثلاثة حرفيين من كل دولة ليقدموا صورة عن التنوع والثراء بالحرف اليدوية في الخليج العربي.