أتفق جداً مع ما ذكره الأستاذ الفاضل والمحامي الإنسان عبدالرحمن اللاحم في تعليقه على حملة وفيلم (أوباما أطلق حميدان)، فالأشخاص الذين كانوا ضمن الفيلم مع احترامي الكبير لهم لم يجعلونا - نحن المعنيين بالأمر - نتأثر بالموضوع، عدا طفلته ربى التي جعلت الدموع تفر من العيون رغم أن كلماتها كانت بسيطة لكنها جاءت معبرة جداً. فكرة الفيلم جميلة جداً، ولكن كان في الإمكان أن تكون أفضل وأكثر تأثيراً. ولا أعلم لماذا لم يستعِن صانعو الفيلم بالمخرج أو بالمعد الخاص ببرنامج خواطر، فالإخراج - كما ثبت بالدليل - شيء مهم ولا يقل أهمية عن المادة العلمية المطروحة ولا عن مقدم البرنامج نفسه، لأنه يستطيع أن يجعل المادة العلمية وطريقة التقديم مؤثرة جداً في وجدان المستمعين ولذلك يتابع كثيرون وكثيرات برنامج خواطر على رغم مرور سنوات كثيرة على ظهوره، (مخاطبة الوجدان) هذا ما ينقص الفيلم المذكور الذي ربما هو آخر أمل لحميدان في الحرية. كتب أحد الزملاء مقالاً سمّاه (المنبهرون) يحكي عن ملاحظته على بعض الكتاب والكاتبات الذين يحولون (زواياهم الخاصة) لاستعراض رحلاتهم الصيفية. أختلف جداً مع الأخ الزميل أحمد الفراج - مع احترامي له - حول ما ذكره فكل ما يكتبه (الكتاب) في زواياهم أو في أرضهم الخاصة كما يحب أن يطلق عليها الزميل جميل الذيابي هو (عرض ملاحظاتهم التي لا تخطئها العين ولا يزيفها الوجدان ولا ينكرها العقل مهما كثرت المبررات الرافضة للتصديق وللصدفة الجميلة قرأت مقال الزميل خلف الحربي (بحلقه حتى الموت) والذي كان بتاريخ 22 رمضان الحالي في صحيفة «عكاظ» وهو مقال يقع على الجرح تماماً، ويمكن أن يكون رداً على مقال (المنبهرون) بكلماته البسيطة التي هي عبارة عن رسالة من مبتعث جاء يقضى أياماً في بلده ويذكر بعض السلوكيات التي لا يختلف عليها اثنان. نحن ننبهر بالسلوكيات الراقية (التي تعرفت عليها منذ أكثر من 20 عاماً ولم تتغير)، وننبهر (بعدم اللقافة) وننبهر (بانعدام البحلقة) وننبهر باحترام خصوصية الأشخاص الآخرين على اختلاف جنسياتهم وألوانهم وأشكالهم ودياناتهم... نعم ننبهر بترحيب رجل الجوازات الذي لا ينتظر (بقشيشاً) ولكنه استطاع ترك انطباع رائع بحسن تمثيله بلاده. بتعامله المهني والمحترم والراقي والمنتهي بابتسامة جميلة ومقترحات لزيارة بعض الأماكن!! نعم ننبهر بالأمانة والالتزام بالمواعيد... ننبهر بالجودة والترتيب والانضباط... ننبهر بالشعب المتصالح مع ذاته، والذي يعيش بنظام محدد يعرفه الجميع حتى يخيل لك أن الدولة تسير من دون (قائد) لأن كل واحد يعرف حدوده جيداً ولا يتعدى على حدود وحقوق الآخرين ... وننبهر بالابتسامة الهادئة والتحية الدائمة والمبادرة في ذلك والتي لا تخلو من تلقائية طبيعية - وننبهر باستخدام الألفاظ الجميلة حتى مع الخدم وصغار السن - ما سبق ملاحظات لم أزيفها ولم أخدع نفسي بتغييرها. وأختم بجملة جميلة جاءت في مقال الزميل الحربي وهي جزء من رسالة المبتعث السعودي: «طبعاً أنا كلي خوف من أن أبتسم بالخطأ لأي شخص هنا رجلاً كان أو امرأة فينتهي بي الأمر في المستشفى، فقد تعودت في أميركا على أن أبتسم للجميع، سامحكم الله يا الأمريكان لأنكم تبتسمون دائماً في وجه من تقع عيناه في أعينكم!!». [email protected]