أشغل لاعب الاتحاد محمد نور الوسط الرياضي والإعلام السعودي على مدى خمسين يوماً متتالية، ووضع الإعلاميون والمتابعون لهذه القضية ألف سيناريو لنهاية «مسلسل نور» المعتاد. البعض حكم على نهاية نور الفنية وبالتالي خرج من بوابة الاتحاد التي تفوّت جمل ولن يعود، والبعض توقع التخلص من بضاعة نور المزعجة ونقل خدماته لنادي الوحدة المكي والاستفادة بنقل خدمات لاعبين يحتاجهم الاتحاد في بعض المراكز، والبعض توقع تدخل لجنة الاحتراف بقوة لمصلحة الاحتراف كمنهج عمل يجب أن تسير عليه جميع الأندية من دون تهاون مع اللاعب السعودي الذي لم يستوعب معنى الاحتراف بعد، البعض وهم قلة توقع طريقة «سكتم بكتم» وعودة بطل المسلسل عودة الفاتحين وسط «زيطة وزملبيطة» من الجماهير لنجمها المفضل الذي كسر كل القواعد والأنظمة عنوة وبدعم ممن يدعي ولاءه للاتحاد، بينما ولاؤه الفعلي للأشخاص والمصالح الخاصة. تذكرت خروج محمد نور عن النص في الوقت نفسه الذي أشاهد فيه طاش ما طاش الذي يستخف بعقول المشاهدين على مدى 17 عاماً بنفس الأسنان البارزة للسدحان ونفس البشت البني ونفس الحركات المرتجلة من القصبي، وفهمت المسافة التي تفصلنا عن الكوميديا السوداء وعقلية بطل «مسلسل نور» الذي لا ينتهي بإسفاف «طاش» ولا بنهاية الأفلام الأميركية « The open-ended»على مصراعيها وعلى المشاهد وضع النهاية بطريقته الخاصة. 17 عاماً ونور يبث مسلسله الفوضوي على عينك يا تاجر، 17 عاماً والسدحان والقصبي يسوقان لكوميديا ساخرة من شخصياتهم وليس من الموقف ودخل معهم على الخط حسن عسيري الذي حشر نفسه في قالب كوميدي «يخب عليه» فلا احتفظ بشخصيته ولا طار مع الحمامة ولا عرف يمشي مثل الغراب. ما ذنب الوسط الرياضي وهو يترقب «مسلسل نور» السنوي؟ وما ذنب المشاهد وهو يشاهد السدحان يغزو عقلية ممثلين آخرين بطاقم الأسنان البارزة للأمام خمسة سنتمتر؟ وما ذنب موهبة الممثل السعودي الذي لا يجد سيناريو يرسم له أدواراً تحكي لنا معاناة البطالة وأزمات المطارات وقضايا المجتمع بشخصياتهم العادية بدلاً من رسم شخصيات كاريكاتيرية كرروا من خلالها أنفسهم فيها كثيراً وأصبحت موضة انتهى زمنها أجبرت المشاهد على إدارة ظهره لهذه المشاهد المملة. «مسلسل نور» يؤصل لاحتراف «شختك بختك» والسدحان والقصبي يؤصلان للتهريج وحسن عسبيري تاه من بعد زواجه في تركيا وأقتنع بدور «الدلخ» والشمراني يصلح منظر للجنة الاحتراف وبقي الثنائي فائز المالكي ومحمد العيسى يملحان ويتميلحان ويجذبان الكتلة الأكبر من المشاهدين، ليحفظا ماء الوجه ليس إلا. [email protected]