شهدت الخرطوم ومدن دارفور الكبرى تحركاً إقليمياً موسعاً لتحسين الأوضاع الانسانية وتسريع عملية السلام في الاقليم المضطرب في غرب البلاد. وزار وفدان من الاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي المنطقة، أمس، وأجريا مشاورات مع المسؤولين، في وقت أقرّت الحكومة بسقوط عدد من جنودها في هجوم شنّه متمردو «حركة العدل والمساواة» على منطقة كرنوي المتاخمة للحدود التشادية. وقال حاكم ولاية شمال دارفور محمد يوسف كبر، في بيان، إن قوة تشادية بقيادة شريف كريمة أورشي ومساندة «حركة العدل والمساواة» نفّذت هجوماً على منطقة كرنوي عصر الاثنين، موضحاً أن المعركة انتهت بانسحاب الطرفين إذ انسحبت القوات التشادية وقوات المتمردين شمالاً إلى وادي غادير فيما تمركزت القوات الحكومية حول منطقة كرنوي. واعتبر كبر هجوم المتمردين على كرنوي محاولة لإحداث «فرقعة إعلامية» في منطقة تضم حامية صغيرة فيها قوة صغيرة من الجيش. وكانت «حركة العدل والمساواة» أعلنت سيطرتها على القاعدة العسكرية في كرنوي وهدد زعيم الحركة خليل ابراهيم بأنه سيستمر في الهجوم حتى يستولي على الاقليم بكامله. وفي سياق متصل قال وزير الدفاع التشادي آدم يونسمي إن الجيش التشادي انسحب من الأراضي السودانية المحاذية لبلاده بعد أن قام بتطهيرها من كل جيوب المتمردين، وأضاف: «دمّرنا سبعة جيوب من تجمعات المرتزقة، أصبناهم بطائراتنا على الحدود دون إلحاق أضرار بالمدنيين». وتابع «أسرنا نحو 100 عنصر سيتم عرضهم في غضون 48 ساعة». وكانت الخرطوم قد اتهمت نجامينا بشن غارات جوية على أهداف على عمق 60 كيلومتراً من الحدود مع تشاد داخل الأراضي السودانية، ملمحة إلى مشاركة فرنسا في تلك الغارات. وجاء ذلك في وقت (أ ف ب) مثل قائد إحدى مجموعات متمردين في دارفور بحر إدريس ابو قردة أمس أمام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بتهمة ارتكاب جرائم حرب اثر اعتداء على قوات حفظ السلام عام 2007. وحضر ابو قردة (41 عاماً)، وهو زعيم «الجبهة الموحدة للمقاومة»، طوعاً بعيد الظهر أمام المحكمة الجنائية التي أصدرت في السابع من أيار (مايو) أمراً بجلبه، بعدما وصل الأحد إلى هولندا على متن طائرة ركاب آتية من دولة افريقية. وتقول المحكمة الجنائية إن مثول أبو قردة أمام القضاء مرتبط بدوره المزعوم في هجوم شنه ألف مقاتل بعضهم من اتباعه على قاعدة لبعثة الاتحاد الافريقي في السودان في 29 ايلول (سبتمبر) 2007 في حسكنيتة في دارفور، ما اسفر عن سقوط 12 قتيلاً وثمانية جرحى اصاباتهم بالغة في صفوف الجنود الافريقيين.