تشهد محافظة ديالى المضطربة محاولات امنية وسياسية لتطبيع العلاقات بين القوى الامنية ومجالس الصحوة على خلفية تصاعد اعمال العنف اخيراً. وكانت العلاقات بين الجانبين تأثرت بسبب حملة اعتقالات ضد قادة الصحوة اعقبها صدور قرار يمنع بطاقات حمل السلاح عن عناصر الصحوة ما قاد الى تهديد هؤلاء بالانسحاب من مراكزهم واتهام قوى الامن والحكومة بتسهيل تصفيتهم على يد تنظيم «القاعدة». ودعا مسؤولون وقيادات امنية في محافظة ديالى المضطربة الى «اعادة ملف التنسيق الامني مع قوات الصحوة» وحذروا من اضطرار بعض قيادات هذا التنظيم الى اعلان «التوبة» لامراء القاعدة في ظل الازمة التي اعقبت سحب تراخيص الاسلحة والاستهدافات المنسقة التي اودت بحياة العشرات منهم. وعلمت «الحياة» ان هناك محاولات تقوم بها جهات سياسية وامنية لاعادة الدفء الى العلاقات المتوترة منذ اكثر من عام بين الصحوة والقوى الامنية. وانتقد مسؤول اللجنة الامنية في مجلس المحافظة مثنى التميمي ادارة ملف الصحوة في المدينة، داعياً السلطات المحلية والمركزية الى الاخذ في الاعتبار جهود وضحايا التنظيم في التعامل مع هذا الملف. وأكد المكتب الاعلامي لمجلس المحافظة ان «عناصر الصحوة كان لهم دور كبير في مواجهة القاعدة، على رغم وجود المندسين في صفوف الصحوة الذين عادوا الى العمل مع القاعدة بعد اعلانهم التوبة لامراء الارهاب». في غضون ذلك نفى قيادي بارز في «الصحوة» ما اعلنه تنظيم «القاعدة» في شأن براءة وتوبة قيادات في التنظيم في ديالى. وأوضح القيادي ان «ما اعلنته القاعدة عن توبة قيادات وعناصر الصحوة امام امراء القاعدة مسرحية الهدف منها زعزعة الثقة بين عناصر وقيادات الصحوات». وأكد القيادي في التنظيم ابو الفوز العراقي ضرورة رفع الدعم الحكومي للصحوات في ديالى ما يؤهلها لمقارعة «القاعدة» وقال ل «الحياة» ان «مسلحي القاعدة تمكنوا من النجاح في تصفية عدد من رموز وقيادات الصحوة خصوصاً بعد الازمة التي اعقبت سحب تراخيص الاسلحة من التنظيم». وأشار الى ضرورة «دعم التنظيم لتنفيذ وعوده التي اطلقها ضد تنظيم القاعدة والتنظيمات الاخرى التي تبنت عدداً من الهجمات في المدينة وأودت بحياة عشرات الاطفال والنساء». الى ذلك اعلن قائد شرطة ديالى اللواء الركن عبد الحسين الشمري تحقيق نجاحات امنية ملموسة في مواجهة الارهاب داعياً سكان المدينة الى التعاون مع الاجهزة المختصة وتقديم المعلومات عن وجود مسلحي وقيادات تنظيم القاعدة والمجموعات المسلحة الاخرى».