حضر لخوض تجربة بسيطة مع فريق الطائي، فأصبح قيمة عالية لا تفارق المنافسة السعودية، بصمته ظاهرة في كل موسم، واسمه يتردد دائماً في قائمة المبدعين، لا يكل ولا يمل من صناعة الأهداف، وعاد من جديد هذا الموسم مع فريق الرائد ليبهر معه في الجولات الأربع الأولى المغربي صلاح الدين عقال الذي أكد أنه سعيد بوجوده مع الرائد، واصفاً تجربته مع فريق الاتفاق بالأكثر فائدة بالنسبة له في الدوري السعودي، وعرج عقال بالحديث عن العروض الاوروبية، مؤكداً انها تبخس حق اللاعب العربي من حيث المادة وكذلك المشاركة، حقائق كثيرة ذكرها عقال في الحوار الآتي مع «الحياة»:- ست سنوات قضيتها في الدوري السعودي مررت خلالها بأكثر من فريق، حدثنا عن التجربة الأفضل؟ - حضرت للسعودية وأنا لم أتجاوز سن 21 وكنت متحمساً لخوض تجربة الاحتراف، ومن حسن حظي أنها كانت في واحد من أقوى البلدان الكروية عربياً، ومنذ مشاركتي الأولى هنا مع الطائي وأنا أعيش أياماً ممتعة كثيراً في الدوري السعودي، فهو دوري مميز يعطي اللاعب المحترف الدافع لتقديم أفضل أداء، ومروري بالحزم منحني خبرة أكثر في طريقة المنافسات السعودية، واللعب مع الاتفاق كان أمراً رائعاً، بصراحة لما يملك من جماهير وعناصر وكانت فترة جميلة جداً، والآن أتمنى أن أقدم أفضل من أي عام مضى مع فريقي الجديد الرائد. خلال فترة تواجدك في الدوري السعودي لم يتقدم أي من أندية القمة بعرض جدي لضمك، ما سبب ذلك؟ - أولاً أي فريق يشارك في الدوري الممتاز يعد من فرق القمة في المملكة، وخوض تجربة مع فريق مثل الاتفاق والمشاركة معه في دوري أبطال آسيا بمثابة التجربة الكبيرة بالنسبة لي، وأيضاً التوقيع مع فريق صاحب شعبية جارفة مثل الرائد هو الآخر في عداد التجارب الكبيرة، وإن كنت تقصد عرضاً من الفرق ذات الصيت الإعلامي الكبير، فسبق وأن قدم لي فريق النصر عرضاً جاداً قبل ثلاثة مواسم، وبعد طول محادثات بيني وبين المفاوض النصراوي، أصر على مبلغ ضعيف بجانب المبلغ الذي تقدمت به إدارة الاتفاق في نفس الوقت، فلذلك توجهت للعرض الاتفاقي الذي كان أكثر جدية. وماذا عن العروض الخارجية التي تلقيتها؟ -وصلتني عروض عدة من فرق أوروبية، وتحديداً من الدوري الفرنسي من إدارة نادي سوشو، ولكن بصراحة الفرق الأوروبية تبخس بعض اللاعبين العرب حقوقهم المادية، فهم يطرحون عرضاً لمدة أربع أو خمس سنوات بمقابل زهيد جداً يصل إلى 400 ألف دولار على سبيل المثال، وهو المبلغ الذي لم يقارب حتى المبلغ الذي قدمته لي إدارة نادي الحزم، وعلاوة على ذلك يتم تحويل اللاعب إما للفريق الرديف أو إعارته لفرق الدرجة الثانية أو الثالثة وهذا ما قد يخفي مواهب لاعبين كثيرين، لذا كنت دائماً أفضل اللعب في الوطن العربي لقوة منافسته المقرونة بالتقويم العادل من النواحي المادية. ولكن بعض المقربين لك يؤكدون أنك لا تطمح إلى الانتقال لأحد فرق الصيت الإعلامي كما أطلقت عليها؟ - بالتأكيد هو طموح كبير أن امثل فريقاً يملك المعطيات كافة، سواء الجماهيرية، أو الإعلامية، أو الفنية من خلال مشاركته في البطولات القارية، ولكن هذا يأتي مع تصاعد الاداء الفني وصناعة اكبر عدد من الأهداف وصنع فارق حقيقي مع النادي الذي ألعب له مهما كان حجمه، وأعتقد أن التوقيع مع فريق كبير من وجهة نظري مثل الرائد هو فرصة مثالية لتقديم موسم استثنائي لي ولفريقي ولجماهيره، وحتى هذه اللحظة أستمتع بكل لحظة مع الرائد لما نقدمه من نتائج مميزة حتى نهاية الجولة الرابعة، وأتمنى أن نواصل على هذا المنوال أنا وزملائي من اللاعبين على الأقل من أجل اسم الفريق. بعد حضورك للدوري السعودي، واستمرارك في الموسم السادس هل تجده مغايراً للدوري المغربي؟. -الدوري السعودي يعتبر مطمع أي لاعب عربي ليكون عضواً في أحد فرقه القوية، فحينما تنزل إلى أرض الملعب وتشاهد الزخم الجماهيري، وأرضية الملعب الممتازة، والخصم صاحب التكتيك العالي، فحتماً ستكون مهيأ لتقديم أوج عطائك، ومنذ تجربتي الأولى مع الطائي وأنا ألمس الارتياح الكبير، لذا أفضل الاستمرار دائماً مع فرق الدوري السعودي، كما أنني أرى أن الدوري المغربي يشاطر السعودي في القوة إذ يملك المعطيات الفنية الكفيلة بظهور منافسات قويه. البعض أشار إلى أن مفاوضاتك مع الرائد كانت قائمه من الموسم الماضي ما صحة ذلك؟. -لا، الأمر ليس كذلك، من بداية الصيف الماضي تقريباً شرع الرائديون في المفاوضات والحمد لله تم إنهاء الموضوع بشكل سريع، ما يدل على احترافية المسئولين على هذا النادي. هل فكرت في الاستمرار مع الحزم؟. - لم أفكر في ذلك إطلاقاً . وما الذي دفعك لذلك ؟ -لا توجد أسباب أتحدث عنها، ولكن وبصراحة كنت أطمح في فريق ذو إمكانات أفضل من الحزم. وهل وجدت ما تطمح إليه في الرائد ؟ - نعم، وجدت ذلك وأكثر أيضاً، فالرائد يملك الرئيس فهد المطوع، الرجل المحنك وصاحب العقلية الفذة بصراحة، وجدت التعامل الراقي، ولقيت الاحترام والاستقبال الكبير من الرائديين، هذا الفريق يملك جماهير أستطيع أن أقول أنها جماهير «مجنونة» تعشق ناديها بشكل كبير جداً، الأجواء رائعة وأفضل ما توقعت في رائد التحدي، أشعر بجمائلهم تجاهي، وأتمنى أن أرد لهم ذك في الملعب. تشغلون المرتبة الثالثة أمام البطل والوصيف حتى الآن، حدثنا عن سر انطلاقة الرائد القوية. - أولاً سأبدأ معك من المعسكر الذي أقمناه في البرازيل، فهو كان معسكراً رائعاً والبرنامج المعد من خلاله كان على مستوى رفيع، سواء في الجانب اللياقي، أو المهاري، أو التكتيكي، ومقابلة فرق قوية في البرازيل أعطتنا قوة إضافية، وانطلاقتنا أمام الشباب كانت السر، فتلك المباراة من أكثر المباريات التي استمتعت خلالها، الفريق كان يلعب بأسلوب انضباطي في الملعب، وحتى التمريرات كانت أكثر سلاسة، وبعدها تغلبنا على نجران، وأتبعناه الوحدة، والفريق أصبح يلعب بثقافة الانتصار، أما تعادلنا مع الفتح فالإرهاق، وعدم التوفيق لازمنا في تلك المباراة، ولكن الرائد كمنظومة متكاملة سيكون له كلمة أخرى، ولا أنسى المدرب المميز لوشتو فتكتيكاته هي أحد عوامل ظهورنا بهذا الشكل. وما أهدافك مع الرائد؟ - هدفي خدمة هذا النادي وصنع الفارق له، لا مانع من تحقيق إنجاز خصوصاً في ظل استقطاب النادي لعدد كبير جداً من النجوم هذا الموسم، أعتقد أنه حق مشروع لنا . كمغربي تعلم أن مدرب الهلال ايريك غيريتس سيدرب منتخب بلادك في الفترة المقبلة فهل تعتقد بأنها فرصة مواتية لك للانضمام للمنتخب؟. - بالطبع أتمنى ذلك، والفرصة كبيرة لي خصوصاً أن غيريتس يعي الآن قوة الدوري السعودي، وأن لاعباً مشاركاً فيه لا يعد لاعباً عادياً، وأنا أنتظر فرصة مواجهتنا بالهلال بفارغ الصبر لأثبت لغيريتس إمكانياتي، وبإذن الله أكون ضمن طاقم منتخب بلادي قريباً. في النهاية ماذا تقول؟ - أؤكد لجماهير الرائد سعادتي الغامرة بتواجدي بينهم، ونسعى دائماً في الفريق لتحقيق تطلعاتهم، وأعدهم بتقديم أكثر من ذلك في الأيام المقبلة .