كان الاستثمار الرياضي هاجس الأندية ومبتغاها حيث لا موارد مالية تسيّر بها أمورها وتنهي بها تعاقداتها سوى دعم أعضاء الشرف وإيراد المباريات ولكن طفرة اقتصادية هائلة حدثت بدخول رعاة رسميين من شركات كبرى ذات ثقل اقتصادي كان لتنافسهم دور بارز في نهضة رياضية على كل الأصعدة وفي مختلف الالعاب، ولكنها على رغم كل ما تقدمه للرياضة من دعم مالي كبير تظل استثماراتها ناقصة ومختطفة ممن يعملون في الظلام لسرقة جزء من الكعكة على حين غفلة من أهلها. ويا ليت أن ما يقتطع يذهب لجيوب سعودية لهانت المصيبة ولقبلناها على مضض لكن مجموعة من العمالة الأجنبية هي من تدر عليها الاندية السعودية ذهباً وهي تفترش مداخل الملاعب والساحات القريبة منها ومحال ابو ريالين وتبيع «عينك عينك» شعارات كل الاندية بكل الأشكال مرة على هيئة أعلام وأخرى تكون شالات وربطات لليد وأخرى للشعر. وعندما يكون وقت مباريات المنتخب تجدهم أيضاً في ذات المكان والموعد. ومثلها في اليوم الوطني وجميع المناسبات. ولا أحد يجرؤ على التدخل أو مصادرتها... وإن حدث تدخل من البلدية فهو لبرهة من الوقت ثم يستتب الأمن مرة أخرى وتعود البسطة. الآن في الأسواق شيء آخر جديد ومستحدث وأصلي هو شماغ ثم ملابس داخلية طبعت عليها شعارات الأندية ذات الكثافة الجماهيرية في تطور نوعي في الاستثمار، فمن يضمن أن هذا المنتج الأصلي لن يطرح للمستهلك الرياضي بعد أيام قلائل تقليد له وبسعر زهيد؟ فقبله كانت أطقم الاندية الاصلية المعتمدة من هيئة دوري المحترفين تقلد وبشكل متقن وبقماش أقل جودة وتباع في كل مكان وترتدى حتى من عمال الشوارع وما ذلك الا لان «الطاسة ضايعة» والشقق التي تسكنها هذه العمالة تحولت الى معامل ما زالت تصدر للأسواق بعيداً عن عين الرقيب كل جديد عن الأندية والمنتخب، بل انها تنتظر الإعلان عن أطقم الفرق على أحر من الجمر لتبادر بالعمل على نسخها وتقليدها وسيظل الوضع على ما هو عليه طالما لا توجد عقوبات صارمة تحمي بها الهيئة حقوق الأندية التي تنضوي تحت لوائها وترفع قضايا استغلال على كل من تسول له نفسه الخوض أو حتى الاقتراب من مواردها. [email protected]