استبعدت مصادر أمنية روسية فرضية تعرض جنرال روسي بارز لعملية اغتيال في سورية، وأكدت الرواية الرسمية عن غرقه خلال رحلة غوص قرب شواطئ مدينة اللاذقية. وكان الجنرال يوري ايفانوف، وهو نائب رئيس جهاز المخابرات العسكرية، قتل في الاسبوع الاول من آب (أغسطس) الماضي، لكن الاعلان عن وفاته جاء قبل أيام فقط. وعزت مصادر روسية التأخير في الاعلان عن الحادث الى مرور وقت طويل قبل التعرف الى جثته والتأكد من هويته واجراء التحاليل اللازمة قبل نقله الى موسكو. وتشير معطيات الى ان ايفانوف اختفى خلال رحلة الغوص ولم يعثر على جثته الا بعد ايام على شاطئ تشيفليك في تركيا. وبحسب صحف روسية وتركية، فإن جثة الجنرال تعرضت للفحوص اللازمة التي لم تسفر عن التعرف الى سبب الوفاة. وعلى رغم ذلك، نشرت صحيفة «كومسومولسكايا برافدا» فرضيات عدة، بينها احتمال ان يكون الجنرال الروسي اصيب بأزمة قلبية مفاجئة أو واجه عطلاً في جهاز الغوص أودى بحياته، في حين ذهبت احدى الفرضيات ابعد من ذلك لتشير الى احتمال وجود علاقة للجنرال الغريق بالتعاون الروسي – السوري لتوسيع رصيف قاعدة طرطوس، ما يرمي بأصابع اتهام الى «اطراف ربما تكون لها مصلحة في عرقلة التعاون الروسي - السوري على الصعيد العسكري»، في اشارة مباشرة الى احتمال ان يكون ايفانوف تعرض لعملية اغتيال مرسومة تقف خلفها اسرائيل. وجاء التزام جهاز الاستخبارات العسكرية الصمت ازاء الحادث ليفتح شهية وسائل اعلام الى «مناقشة النظريات الأكثر اثارة» كما قال ل «الحياة» مصدر امني اكد ان الجهاز لا يعلق عادة على احداث مماثلة. لكنه استبعد في الوقت ذاته فرضية الاغتيال، مستنداً الى تأكيد ان الجنرال كان يقضي عطلة في اللاذقية، وان «لا علاقة مباشرة تربطه بمشروع طرطوس». وكانت جهات تركية اشارت الى احتمال ان يكون الجنرال الغريق فقد السيطرة خلال رحلة الغوص بسبب وقوعه تحت تأثير مشروبات كحولية، وعلى رغم ان المصادر الطبية التركية لم تنشر تفاصيل تؤكد هذه الفرضية مستمدة من نتائج التشريح، لكن وسائل اعلام في تركيا اشارت الى ان هذا الاحتمال يبقى الأبرز، خصوصاً بعدما دلت معطيات الى ان حراس ومعاوني الجنرال الغريق كانوا ايضاً تحت تأثير المواد الكحولية، علماً ان الفرضية الأساسية التي نشرتها الجهات الرسمية، بما في ذلك قيادة الاركان، أشارت الى «حادث غرق» من دون ان توضح تفاصيل اوسع.