يعاني أهالي الخرج من تأخر افتتاح مستشفى الولادة والأطفال الذي اكتمل بناؤه قبل نحو أربع سنوات، مؤكدين أن افتتاح العيادات الخارجية لا يكفي، فيما ذكرت «الشؤون الصحية» أن مبنى المستشفى يعاني من مشكلات إنشائية تحول من دون افتتاحه، ويجري العمل على إصلاحها، بعدها سيتم تشغيل قسم الولادة وفق المعايير المعتمدة. وعلمت «الحياة» أن المبنى يعاني من مشكلات إنشائية كثيرة، وتكررت في عدد من المناطق التي اعتمدت التصاميم نفسها في الإنشاء، مشيرة إلى أن حلولها يتطلب إنشاء مبان وإصلاحات بمبالغ كبيرة. وذكر أهالي المنطقة أن بناء المستشفى أسعدهم، وخصوصاً أنه سيخفف الضغط على مستشفى الملك خالد الذي يعاني من اكتظاظ، إضافة إلى أنه يغنيهم عن الحاجة إلى المستشفيات الخاصة التي تتطلب مبالغ كبيرة لمتابعة حالات الحمل إضافة إلى مصاريف الولادة. وأبدت مها العنزي (مواطنة في العقد الثالث) استياءها من تأخر افتتاح قسم الولادة، واستمرار عدم استقبال الحالات الطارئة، وقالت: «قبل بضعة أشهر، اصطحبني زوجي إلى مستشفى (الولادة والأطفال الجديد)، لأضع مولودي فيها إذ كنا نعتقد أنه تم افتتاحه، ولكن صعقنا بعد تعذر المستشفى استقبالي، وتحويلي إلى مستشفى الملك خالد». وأضافت: «متى سيتم افتتاح قسم الولادة في المستشفى، وخصوصاً أن مستشفى الملك خالد يعاني من الاكتظاظ؟». وذكرت أم عبدالرحمن (مواطنة في العقد الثالث) أن وضعها الصحي يتطلب منها رعاية مستمرة طوال فترة الحمل، حتى الولادة وما بعدها، ودفعها ذلك إلى الولادة في أحد المستشفيات الخاصة في الرياض، مؤكدة أنها استبشرت خيراً بافتتاح مستشفى الولادة والأطفال لحداثته، «إلا أن توقعاتي ذهبت أدراج الرياح بعد تعذر المستشفى استقبال حالات الولادة، لأعود من جديد إلى مستشفيات الرياض الخاصة لأضع مولودي الثاني». وأكدت مصادر ل«الحياة» أن «المستشفى لا يعمل فيه سوى العيادات الخارجية المتمثلة بالعيون، والجلدية، أما حالات الولادة فيتم تحويلها إلى مستشفى آخر». مشيرة إلى أن «كلفة تشييد المستشفى تزيد على 198 مليون ريال، إلا أن تصميمها يفتقر إلى بنك للدم، ومستودع أدوية، ولا يقتصر الأمر على ذلك فقط، بل أن المبنى يكتنز مشكلات فنية كثيرة أخرى منها معاناته من تهريب مياه في الأسقف، والكهرباء وتمديدات غرف العمليات والعناية الخاصة». «الصحة» تعترف بالمشكلات من جهتها، أكدت إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي في صحة الرياض ل«الحياة» أن مستشفى الولادة والأطفال في محافظة الخرج في طور إنهاء بعض المشكلات الإنشائية، سيتم بعدها تشغيل قسم الولادة وفق المعايير المعتمدة، وفي ما يخص عيادات الأطفال فإنه يوجد حالياً ثلاث عيادات أطفال تعمل على مدى خمسة أيام في الأسبوع من الساعة الثامنة صباحاً حتى الرابعة عصراً، ويعمل في العيادات ثلاث استشاريين واثنان من الأخصائيين، إضافة إلى الأطباء المقيمين وجميعهم في تخصص الأطفال، كما يوجد عيادة أطفال عامة وعيادة سكري أطفال. وحول افتقار المستشفى إلى بنك الدم ومستودع أدوية، قالت: «مستشفى الولادة والأطفال يعمل به فقط قسم العيادات الخارجية، وفي حال افتتاح أقسام العمليات والولادة والعناية المركزة سيتم تزويدها بوحدات الدم ومكوناته من أقرب بنك دم مركزي، وهو بنك دم مستشفى الملك خالد في الخرج، كما هو متبع مع مستشفيات المنطقة، أما بالنسبة لمستودع الأدوية، فإنه تم عمل مناقصة لبناء مستودع أدوية بسعة 1000 متر للتموين الطبي، وحالياً تم وضع تموين طبي في مكان بديل وموقت حتى يتم وضع مستودع ثابت ومحدد». وذكرت «الصحة» أن «المستشفى مجهز بسبع غرف عمليات متقدمة ومجهزة بأحدث التجهيزات الطبية وهي جاهزة للتشغيل، وبالنسبة للتخصصات المتوافرة فتتمثل في: الأطفال، والنساء وولادة، والأشعة، والصيدلية، والتغذية العلاجية، والعيون، والبصريات»، كما يوجد عيادتي أنف وأذن وحنجرة، وعيادة السمعيات، ولم يتم تشغيلهما في انتظار الكادر الخاص بهم. وحول عدد الكادر من أطباء وفنيين وإداريين في حال تم الافتتاح الكلي للمستشفى والأقسام بحسب المعايير القياسية للقوى العاملة بمستشفيات وزارة الصحة وبحسب السعة السريرية (200 سرير) يعمل في المستشفى 922 شخصاً ما بين طبيب وفني وإداري. ... و«الصحة النفسية» يفتقر ل«الصيانة» وبنية تحتية أكدت إدارة العلاقات العامة والإعلام الصحي في «صحة الرياض» أن «العمل جار مع الجهات ذات العلاقة، لإتمام بعض خدمات البنية التحتية الأساسية (الاتصالات، والمياه والصرف الصحي)»، في مستشفى الصحة النفسية مضيفة: «لم يتم ترسية عقد الصيانة العامة، والصيانة الطبية إلى الآن، كما أن هناك ملاحظات إنشائية عدة يتم تعديلها حالياً لتعزيز أمان النزلاء وسلامة العاملين». وأشارت إلى أن «السعة السريرية للمستشفى تبلغ 200 سرير على مساحة إجمالية 98248.3 متر مربع، في حين يبلغ عدد الكادر الافتراضي 280 موظفاً من الفئات كافة. ويضم مستشفى الصحة النفسية، أقسام خاصة للنقاهة والتنويم وعيادات وسكن لكلا الجنسين ذكوراً وإناثاً. وكان تشغيل مستشفى الصحة النفسية الواقع جنوب بلدة الهياثم التابعة لمحافظة الخرج، مطلب يراود المواطنين الذين ينتظرون افتتاحها، لتكون ملاذاً لذويهم ممن يعانون من أمراض نفسية تجبرهم الذهاب إلى مستشفى الصحة النفسية في الرياض، في الوقت الذي يعاني فيه أقاربهم الأمرين عند تردي حال مرضاهم وامتناع بعضاً منهم الذهاب إلى المستشفى واكتفائهم بالمشي هائمين في الشوارع والنوم في الطرقات من دون إدراك منهم بحالاتهم المرضية.