لا يخفى على أحد العلاقة القوية التي تربط بين الثراء والمعادن النفيسة، فطالما حرص الأغنياء على اقتناء الذهب والماس لتخزينهما أو التزين بهما، لكن يبدو أن العلاقة تطورت خلال السنوات الأخيرة لتصل إلى مراحل جديدة أكثر رفاهية. وينوي مطعم "بيتزا ديزاين كو" الموجود في منطقة باراماتا الأسترالية توفير بيتزا "مارغريتا الذهب" للمرة الأولى في البلاد بدءاً من 13 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري مقابل 50 دولاراً أميركياً، لمناسبة افتتاح فرعه الأول في منطقة منلوغ، وفق ما نشرت صحيفة "دايلي ميل" البريطانية. وتحتوي البيتزا الذهبية على المكونات المتعارف عليها من خضار وطماطم وأعشاب، لكن الفرق يكمن في إضافات ما بعد الطهو، إذ يتم تزيينها برقائق رفيعة مصنوعة من ذهب عيار 24 قيراطاً، لتنال كل قطعة نصيبها من بريق هذا المعدن. ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الذهب في الطعام، إذ أصبح الأمر أخيراً صرعة تجذب محبي الرفاهية والفخامة. ويُباع الذهب المخصص للطعام على هيئة زجاجات صغيرة تحتوي على رقائق رفيعة جداً، أو بودرة ذهبية ناعمة، وتختلف أسعار كل زجاجة وفقاً للعيار. وتُعتبر الإمارات من أكثر الدول شهرة في انتشار ظاهرة إضافة الذهب إلى المأكولات، وكشف مقال نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" أن مطاعم فندق قصر الإمارات في أبو ظبي استخدمت ما يساوي خمسة كيلوغرامات من الذهب في أطباقها خلال العام 2008، وهو ما يعني أن كلفة استخدام المعدن الأصفر في الفندق تصل إلى 500 ألف دولار سنوياً. ومن المعروف أن الذهب عديم الطعم والرائحة، وعلى رغم أن جسم الإنسان يستطيع هضمة لكنه لا يستطيع امتصاصه، وبالتالي ليس له أي قيمة غذائية. ويقتصر تأثير الذهب فقط على شكل الطبق الذي يصبح أكثر فخامة وجاذبية. ويرى البعض أن تناول الأفراد لمثل هذه الأطباق تنتج من رغبة داخلية في التميز وبحثاً عن الفخامة لا أكثر. أما المطاعم التي تقدمها فتحاول توجيه رسالة مفادها أنها المطاعم الأفخم القادرة على خدمة الطبقات الثرية. وقالت الخبيرة في تاريخ الطعام الكندية هيثر إيفنز أن "أكل الذهب ليس ظاهرة حديثة، إذ اعتاد الأغنياء في العصور الوسطى، أو ما يسميها البعض بالعصور المظلمة، تناول الذهب كنوع من التميز، وبحثاً عن شكل جديد من الرفاهية". ومن أغلى الأطعمة المصنوعة من الذهب في العالم، طبق حلوى مثلجة يقدمه مطعم "سرندبيتي" في نيويورك. ودخل الطبق الذي تبلغ كلفته 25 ألف دولار موسوعة "غينيس" في العام 2007. وتحتوي الوصفة على كمية كبيرة من الذهب، و28 نوعاً من الكاكاو، ويتم تقديمها في طبق من الذهب النقي والماس. وفي إطار المأكولات الآسيوية، يعد الطاهي الفيليبيني أنجليتو أرانيتا طبق السوشي الأغلى في العالم، إذ يصل سعر القطعة الواحدة إلى 1800 دولار. واستبدل الطاهي في وصفته الثمينة الأعشاب البحرية برقائق الذهب، كما يحرص على تزيين كل قطعة بالقليل من الماس واللؤلؤ القابل للأكل. وفي نيويورك، يستقبل فندق "ويستن" زبائنه بفطور فخم يحتوي على قطعة خبر "بيغل" يصل سعر الواحدة منها إلى ألف دولار لاحتوائها على رقاق الذهب. ولعشاق اللحوم، صمم مطعم "شاحنة البرغر 666" في نيويورك شطيرة البرغر الأغلى في العالم، والتي يصل سعرها إلى 666 دولاراً. وتحتوي الشطيرة على ملح خاص من جبال الهمالايا وقطع من الكافيار المرتفع الثمن، ويتم لف قطع اللحم بورقة رفيعة من الذهب. أما فندق "ذا ميراج" في لاس فيغاس فلم يكتف بالذهب، إذ يعد طبق اللازانيا الأغلى في العالم مقابل 100 دولار، ويحتوي الصحن على رقائق من الماس والذهب عيار 23 قيراطاً. وفي أبو ظبي، يبدأ بعض سكان المدينة يومهم بكابوتشينو الذهب الذي تقدمه بعض المقاهي العالمية العاملة مقابل 25 دولاراً.