بعد المعاناة التي شهدتها منطقة القصيم العام الماضي، إثر السيول التي اجتاحتها وتسببت بخسائر مادية وأضرار جسيمة، يتلقى أميرها الدكتور فيصل بن مشعل يوم الخميس المقبل، ملفاً يتضمن حلولاً لدرء مخاطر السيول. ويبحث أمير القصيم مع الجهات المعنية على ضوء التقرير، خطة الاستعدادات لمواجهة مخاطر السيول في المنطقة، وذلك خلال الاجتماع الذي سيعقد الخميس المقبل في مكتبه في مقر ديوان الإمارة في مدينة بريدة. ويتناول الاجتماع خططاً لدرء أي مواقف طارئة متوقعة بسبب السيول خلال موسم الشتاء المقبل، ومدى جاهزية وكفاءة جميع معدات الطوارئ، وأعمال الحماية من أخطار هطول الأمطار في عموم منطقة القصيم. فيما يستعرض أمير المنطقة التقارير السابقة لمواسم الأمطار التي شهدتها المنطقة، لاستباق الأحداث وإيجاد الحلول والاستعداد لأي كمية أمطار تهطل هذا العام، وبحث العوائق في تصريف السيول، ومضاعفة الجهود والعمل بخطط قصيرة المدى، لمعالجة المواقع التي شهدت احتباساً لمياه السيول والأمطار والمواقع المتضررة سابقاً، والعمل على خطط طويلة المدى. وكان وزير الشؤون البلدية والقروية عبداللطيف آل الشيخ اعتمد العام الماضي 69 مشروعاً بلدياً لدرء أخطار السيول، وإنشاء الحدائق، وممرات المشاة، وأعمال صحة البيئة، والسفلتة، والإنارة، وإنشاء عدد من المباني البلدية والمرافق العامة في كل من المنطقة الشرقية، والأحساء، والقصيم، وتبوك بكلفة إجمالية فاقت 830 مليون ريال. وشملت الاعتمادات في القصيم تنفيذ مشاريع درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار في قبه والقرى التابعة لها، وتأمين معدات لبلدية قصيباء، وتشغيل وصيانة شبكات ومواقع تجمعات السيول في بريدة، وإنشاء المباني والمرافق العامة في بلدية العمار، واستكمال ميدان الاحتفالات في مركز شري، ومبنى بلدية شري، وإنشاء سوق للتمور والخضراوات في عنيزة، ومركز حضاري في قصر ابن عقيل، إضافة إلى إنشاء مبانٍ بلدية ومرافق عامة في محافظة البدائع، وبدء المرحلة الثالثة من إنشاء ميدان احتفالات في قصيباء، واستكمال إنشاء الموقع العام وأنظمة مبنى الأمانة، إلى جانب حفر آبار ارتوازية في البصر، ودراسة المرصد الحضري لمحافظات الرس والمذنب والبكيرية، والبدائع ورياض الخبراء، وتأمين معدات لبلدية البكيرية. وأكد آل الشيخ في بيان صحافي سابق، بعد جولة ميدانية قام بها في بريدة، أهمية «العمل بروح الفريق الواحد والتعاون بين الجهات المعنية لمواجهة أخطار الأمطار والسيول»، داعياً لى الاهتمام في التخطيط والدراسات بما يلبي احتياجات المواطن. وتضمنت الجولة عرضاً مرئياً جوياً متكاملاً عن الحال المطرية التي تعرضت لها بريدة، والتي تعدّ الأكبر في تاريخ المنطقة. واستعرض الوزير استراتيجية الأمانة لتصريف السيول وخريطة المدينة المائية، إضافة إلى مشاريع التصريف المنفذة خلال السنوات ال10 الماضية والمعتمدة مستقبلاً، والحاجات الفعلية التي تحتاجها المدينة وفق الدراسات المتخصصة التي أعدت. وألحقت الأمطار الغزيرة التي وقعت العام الماضي أضراراً جسيمة في القصيم، إذ حولت الشوارع إلى أودية وشعاب، وتم إخلاء أكثر 250 عائلة، و1900 شخص، وتضررت مستشفيات عدة مثل مستشفى «الملك فهد التخصصي»، وتم إخلاء مبنى الممرضات المجاور إلى المستشفى، وتكررت الحال في مستشفى الولادة والأطفال الذي شهد تسربات في المبنى الجديد، ولم تسلم المجمعات التجارية والشوارع من المياه، ما أدى إلى فشل الحركة المرورية، وغرق المحال التجارية والسيارات.