قتل 4 اسرائيليين بعدما أطلق فلسطيني النار على سيارتهم قرب الخليل، في الضفة الغربيةالمحتلة، في وقت كانت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون تلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس في واشنطن، استعداداً لاطلاق المفاوضات المباشرة غداً بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وقال الناطق باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد ان المسلح أطلق النار على سيارة قرب الخليل حيث يقيم نحو 500 مستوطن في أحد جيوب المدينة المحصنة التي يسكنها 100 ألف فلسطيني. وذكرت خدمة الانقاذ الاسرائيلية ان القتلى رجلان وامرأتان، احداهما حامل. وكانت الإذاعة الإسرائيلية ذكرت في وقت سابق إن «أربعة إسرائيليين قتلوا نتيجة إطلاق النار باتجاه سيارتهم من مكمن نصبه لهم مسلحون عند مدخل مستوطنة كريات أربع» في الخليل. وأشادت «حركة المقاومة الاسلامية» (حماس) بمقتل الاسرائيليين. واعلن سامي ابو زهري الناطق باسمها في بيان صحافي ان الحركة «تبارك عملية الخليل، وتعتبرها رد فعل طبيعيا على جرائم الاحتلال ودليلا على فشل مسلسل التعاون الامني بين سلطة فتح والاحتلال في اجهاض مشروع المقاومة». وقامت قوات اسرائيلية بتطويق مدينة الخليل، فيما دخلت اخرى الى بلدة بني نعيم التي يقطنها مطلق النار. ويتوقع ان يخيم الحادث على أجواء المفاوضات التي اكتملت الاستعدادات لها في العاصمة الاميركية، في ظل تشاؤم اسرائيلي من إمكان إحراز تقدم بسبب «الفجوات الكبيرة في مواقف الطرفين» من جهة، وعدم حماسة فلسطينية لها من جهة أخرى. وتعقد كلينتون ستة اجتماعات مرتبطة بملف الشرق الاوسط، عشية عشاء يقيمه الرئيس باراك اوباما مساء الاربعاء في البيت الابيض لجميع المشاركين في المفاوضات التي يفترض ان تنطلق رسمياً الخميس. وبعد لقائها عباس كان يتوقع ان تلتقي كلينتون كلاً من نظيرها الاردني ناصر جودة ونظيرها المصري احمد ابو الغيط ثم الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر وممثل اللجنة الرباعية توني بلير، على ان يكون اجتماعها الاخير مع رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو. وتعتبر مسائل الحدود والقدسالمحتلة وعودة اللاجئين والاستيطان أبرز الخلافات بين الطرفين، فيما يبقى ملف الاستيطان الصاعق الذي يمكن ان يفجر مسار هذه المفاوضات، خصوصاً بعدما حذر عباس مراراً من أن اي استئناف للاستيطان سيعني انهاء المفاوضات. وقبل مغادرته الى العاصمة الأميركية وجه رئيس الحكومة الاسرائيلية، في تل أبيب، رسائل الى الداخل والخارج، معلناً من جهة انه يمكن خلال المفاوضات المباشرة إبرام اتفاق سلام دائم مع الفلسطينيين، لكنه أكد صعوبة انتزاع تنازلات جغرافية منه في محاولة لطمأنة حزبه «ليكود» المتشدد. وأصدر نتانياهو تعليمات إلى وزراء حكومته وأعضاء حزبه «ليكود» بعدم إطلاق تصريحات تتعلق بمسألة البناء في المستوطنات تفادياً لإحراجه أثناء وجوده في العاصمة الأميركية. وعلى الجانب الفلسطيني تظهر استطلاعات الرأي العام ان الشعب الفلسطيني غير متحمس للمفاوضات المباشرة، لكنه في الوقت ذاته غير متحمس لمعارضتها. وتظهر هذه النتائج التردد وعدم اليقين لدى الشارع الفلسطيني ازاء هذه المفاوضات. فمن جهة يبدي الرأي العام الفلسطيني تشاؤماً ازاء فرص حدوث تقدم مع حكومة يقودها اليمين الاسرائيلي الذي لا يخفي توجهاته في مواصلة الاستيطان وتهويد القدس ورفض الانسحاب الى حدود العام 1967 ورفض عودة اللاجئين. وفي الوقت نفسه لا يرى الرأي العام الفلسطيني خيارات أخرى غير المفاوضات بعد فشل الكفاح المسلح والانتفاضة الشعبية والانتفاضة المسلحة والمقاومة السلمية في تحقيق الاستقلال. وشدد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط على انه «لا معنى للمفاوضات المباشرة إذا قررت إسرائيل مواصلة الاستيطان»، فيما شنت ايران هجوماً عنيفاً عليها وشككت بفرص نجاحها. وانتقد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي مشاركة بعض القادة العرب في هذه المفاوضات لأنها «تتم وفق الاملاءات الأميركية».