أعلن وزير الخارجية الفيليبيني برفيكتو ياساي أن الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي يريد تحرير بلاده من «تبعية مكبّلة» للولايات المتحدة، معتبراً أن الأخيرة تعجز عن ضمان مساعدتها مانيلا، لدى تعرّض سيادتها لتهديد. وقال ان دوتيرتي «مُضطر لإعادة ترتيب» السياسة الخارجية الفيليبينية، لا الخضوع لمطالب الولاياتالمتحدة ومصالحها. وأضاف أن «التحرّر من التبعية المكبِّلة للفيليبين، من أجل التصدي بفاعلية للتهديدات الأمنية الداخلية والخارجية، بات حتمياً لإنهاء تبعية بلادنا لمصالح الولاياتالمتحدة». ولفت ياساي الى أن الفيليبين ستبقى ممتنة إلى الأبد للولايات المتحدة، القوة المستعمِرة السابقة، لمسائل «لا تُحصى» أجرتها طيلة عقود من تحالفهما، مستدركاً أن بلاده ما زالت متخلّفة وضعيفة عسكرياً. واعتبر أن الولاياتالمتحدة لم تسمح ل «الأشقاء البنيّين الصغار» بأن يصبحوا أحراراً، منذ استقلال بلادهم قبل 70 سنة. ولفت الى أن مانيلا قد تسعى الى الانخراط مع بكين، مدركة دروساً تعلّمتها من كونها قريبة جداً من واشنطن. وزاد: «أخطاؤنا السابقة في تعزيز صداقتنا مع الأخ الأكبر الأبيض، ستفيدنا في هذا الغرض». ويأتي تقويم ياساي للعلاقات مع الولاياتالمتحدة بعدما أثارت تصريحات لدوتيرتي عاصفة ديبلوماسية، اذ تحدث عن إنهاء مناورات عسكرية فيليبينية – أميركية، ومراجعة معاهدة دفاع مشترك بين الجانبين، واحتمال «قطع» العلاقات مع واشنطن. دوتيرتي الذي يواجه انتقادات، بسبب حرب يشنّها على الجريمة والمخدرات، خاطب الرئيس الأميركي باراك أوباما قائلاً: «إذهب إلى الجحيم». ودعا امس الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي الى وقف مساعداتها للفيليبين، اذا رفضا سياساته، وتابع: «لا أتوقّع أن تتفهّمني (المنظمات المدافعة عن) حقوق الإنسان، ولا أوباما، ولا الاتحاد الأوروبي». واعتبرت ناطقة باسم السفارة الأميركية في مانيلا أن تعليقات ياساي «تتعارض مع العلاقات الوثيقة بين الشعبين الفيليبيني والأميركي». وعلى رغم الانتقادات الغربية، أظهر استطلاع رأي أعدّته مؤسسة «سوشال ويزر ستايشنز» ان 76 في المئة من الفيليبينيين أعربوا عن «ارتياح» لأداء دوتيرتي، فيما أبدى 11 في المئة «استياءً»، وامتنع الآخرون عن إبداء رأي.