بعد 57 دقيقة من الصمود انهارت أسوار الطائي على يد مهاجمي الأهلي ليدكوا مرماه بثلاثية نظيفة، ضاربين بذلك موعداً مع نظيرهم الاتحاد في «كلاسيكو» مثير يحدد هوية طرف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وفي الجهة الثانية لم تؤثر كارثة هبوط «فارس الدهناء» في لاعبي الفريق في مباراتهم المهمة أمام الفيصلي، إذ نجح لاعبو الاتفاق خارج أرضهم في زيارة الشباك أربعة مرات ليعلنوا تأهلهم إلى الدور ذاته لملاقاة الشباب. الطائي والأهلي وسط حضور جماهيري غفير تجاوز ال15 ألف مشجع، جاءت انطلاقة المباراة هادئة، بعد أن عمد مدرب الطائي المصري بشير عبدالصمد إلى تكثيف منطقة المناورة بأكبر عدد من اللاعبين رغبة في امتلاك زمام السيطرة على مجريات النزال منذ دقائقه الأولى، ونجح في بداية هذا الشوط من إغلاق المناطق الخلفية بإحكام، لكن اللاعب سلطان السوادي نجح عند (د 9) في تهديد مرمى حارس الطائي عماد الدوسري، بعد أن لعب كرة «مقصيّة» اعتلت العارضة، كادت أن تعلن عن هدف السبق للأهلي. وتواصل الهجمات الأهلاوية على مرمى الطائي، وسط تراجع كبير من أصحاب الأرض، بعدها يضع اللاعب مصطفى بصاص كرة رأسية في حلق المرمى بطريقة ذكية، لكن الدوسري ينجح في إبعادها بصعوبة (د 17)، وحاول الضيوف تنويع الهجمات، من خلال الاعتماد على الأطراف إلى جانب التوغل من العمق، لكن الهجمات الخضراء لم يكتب لها النجاح في ظل الاستبسال الدفاعي من محاور ودفاع أصحاب الأرض، وحاول الطائي بعد مضي نصف ساعة من هذا الشوط التقدم لمرمى الحارس الأهلاوي المعيوف، من خلال الهجمات المرتدة التي لم تشكّل خطورة على مرمى الضيوف. بعدها باغت اللاعب مصطفى بصاص حارس الطائي الدوسري بتسديدة قوية، نجح الأخير في إبعادها ببراعة إلى خارج المرمى (د 30)، مهاجم الطائي حمد الجهيم رد على كرة بصاص بتسديدة قوية (35)، لكن المعيوف نجح في التصدي لها بكل ثقة، وفي كرة تالية واجه المحترف الأهلاوي ليان مرمى الطائي، لكنه طوح بالكرة فوق العارضة، المحاولات التي أعقبت كل تلك الكرات لم تنجح في تغيير أرقام الشوط الأول، فخرج الطرفان بتعادل سلبي. الضيوف بدأوا الشوط الثاني بتغييرات كبيرة، إذ استغنى مدرب الأهلي عن سلطان السوادي وسوك وزج بصالح الشهري وعبدالله المطيري، صمود أصحاب الأرض انتهى عند الدقيقة ال57، إذ تحقق مبتغى بيريرا بعد أن نجح المحترف جوزيه كوستا من تسجيل هدف السبق للأهلي (58)، ولم يركن الضيوف لهذا الهدف بل واصلوا تقدمهم لينجحوا بعد مضي دقيقتين من إضافة هدف التعزيز من كرة ثابتة سددها المحترف الأهلاوي ليان قوية لتسكن شباك أصحاب الأرض معلنة الهدف الثاني، وأضاف صالح الشهري الهدف الثالث للأهلي بعد كرة ملعوبة (81). الفيصلي والاتفاق بحث الفريقان عن هدف مبكر، وتخليا عن الحذر الدفاعي الذي بدا عليهما في لقاءاتهما الأخيرة في دوري جميل، وكاد المحترف الأردني ياسين البخيت أن يفتتح التسجيل للفيصلي، بعد أن توغل وصوب الكرة نحو المرمى، قبل أن يتصدى لها محمد شريفي (2)، ليرد الاتفاق بهجمة عن طريق بابا ويغو الذي طالب بركلة جزاء بعد سقوطه أرضاً(3). وعاد ياسين بخيت بكرة كربونية من همجته الأولى إلا أن شريفي قام بالعمل ذاته، وتصدى للكرة وأنقذ مرماه من هدف محقق (9). وتبادل الفريقان السيطرة على الكرة وكانت محاولات الضيوف المرتدة أكثر خطورة نظراً لسرعة بابا ويغو ومحمد الراشد، فيما اعتمد مدرب الفيصلي على سرعة الأردني البخيت، ليقوم بالمهمة ذاتها، وحاول محمد كنو فك طلاسم السلبية، وأرسل كرة صاروخية من مسافة بعيدة، إلا أن يقظة الحارس خالد راضي حالت دون ولوجها الشباك، وأهدر محمد الراشد فرصة مواتية للتقدم، بعد أن واجه المرمى، ولكنه لم ينجح في تخطي المتألق راضي الذي أنقذ مرماه من جديد (35). ولجأ مدرب الفيصلي جيوفاني إلى مصيدة التسلل للحد من خطورة الراشد وويغو، ونجح الأخير بعد محاولات عدة في افتتاح التسجيل، بعد أن استثمر كرة ارتدت من الحارس راضي إثر تصويبة بأقدام كنو (38). وأهدر الاتفاق ثلاث فرص متتالية لزيادة الغلة، في الأولى نجح مدافع الفيصلي في إبعاد الكرة من على خط المرمى، والثانية تصدى لها القائم الأيمن، والثالثة مرت بجوار القائم الأيسر (44). في شوط المباراة الثاني واصل الفيصلي بحثه عن التعادل، مستغلاً التراجع الواضح للاعبي الضيوف، لكن الأمور لم تعكس واقع الاستحواذ، إذ نجح لاعبو الاتفاق من استغلال كرة مرتدة تعاملوا معها بشكل سريع، فتناقلوها أكثر من مرة، قبل أن تمرر عكسية إلى أقدام بابا ويغو (52)، الذي حوّلها إلى بطن المرمى معززاً النتيجة بهدف ثانٍ، بعدها أهدر اللاعب الأخطر في صفوف الفيصلي ياسين بخيت فرصة التقليص، بعد أن صوب كرة بعيدة عن المرمى الاتفاقي (57). وعلى عكس ما تمنى أصحاب الأرض عاد الاتفاق لإضافة الهدف الثالث، وأيضاً من هجمة مرتدة قادها محمد كنو، قبل أن يرسل كرة قوية باتجاه المرمى لم ينجح خالد راضي في التعاطي ليتسع الفارق مجدداً (63). بعدها هدأت المباراة كثيراً، خصوصاً وأن آمال أصحاب الأرض باتت شبه مستحيلة، لكن الرغبة الاتفاقية في التسجيل لم تهدأ، ليضيف محمد الراشد رابع أهداف المباراة، قبل نهاية الوقت الأصلي بأربع دقائق فقط.