واشنطن - رويترز - لا تنتظروا أن ترد عبارة «المهمة أنجزت» في خطاب مهم يلقيه الرئيس باراك أوباما اليوم في مناسبة انتهاء العمليات القتالية في العراق والتي استمرت سبع سنوات ونصف السنة. وسيكون أوباما عرضة للوقوع في خطأ قد يطارده في المستقبل اذا تحدث كالمنتصر في كلمته خصوصاً أن 50 ألف جندي أميركي ما زالوا في العراق. ومع ارتفاع معدل البطالة في الولاياتالمتحدة الى 9.5 في المئة واقتراب موعد انتخابات الكونغرس التي من المتوقع أن تكون محتدمة بعد شهرين فقط لا يشغل العراق بال معظم الأميركيين. وقال جوليان زليزر، أستاذ التاريخ الخبير في السياسة العامة في جامعة برينستون: «تحول الانتباه عن هذا الأمر( العراق) من الواضح أن معظم الأميركيين مهتمون أكثر بالاقتصاد.» وإذا كانوا يهتمون بالحرب فإنهم على الأرجح سيركزون على ارسال أوباما قوات اضافية الى أفغانستان لمواصلة الحرب التي لا تسير على ما يرام بعد قرابة تسع سنوات من القتال، لذا فقد يفيد أوباما أن يتحدث عن التطلع لإنهاء الحرب في العراق. وقالت ستيفاني سانوك، وهي خبيرة في الدفاع والأمن في مركز الدراسات الاستراتيجية الدولية في واشنطن وعملت في السفارة الأميركية في بغداد: «الأمر(الانسحاب) مفيد من الناحية السياسية لأن الأمور لا تسير في شكل جيد في أفغانستان. أتفهم الحاجة إلى أن تدخل أيلول (سبتمبر) وأنت تنقل انباء طيبة. وأن تنسى حقيقة أن ادارة جورج بوش هي التي تفاوضات مع العراقيين.» وكان بوش مادة للسخرية عندما وقف على حاملة طائرات علقت عليها لافتة كتب عليها عبارة «تم انجاز المهمة» في أيار (مايو) عام 2003 عندما أعلن انتهاء العمليات القتالية الرئيسة ثم استمر القتال بعد ذلك سنوات. وسيشدد خطاب أوباما الذي ينقله التلفزيون الوطني في أميركا على ما يصفه مسؤولون في الإدارة بأنه وفاء للتعهد الذي قطعه على نفسه أثناء حملته الانتخابية بالخروج من العراق لكنه سيتجنب اعلان النصر أو نهاية واضحة للصراع. وقال زليزر «تنفيذ شكل من أشكال الانسحاب وليس الانسحاب الكامل الآن سيجعل أميركيين كثيرين من اليسار وكذلك الوسط واليمين يشككون بعض الشيء في ما تقوله الإدارة.» وما زال أمام العراق طريق طويل فقادته لم يتمكنوا من الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بعد ستة أشهرعلى الانتخابات كما تعرضت البلاد لسلسلة من أعمال العنف المنسقة مثل هجمات على قوات الأمن أسفرت عن مقتل 62 شخصاً على الأقل وإصابة أكثر من 250 آخرين في أنحاء العراق الأربعاء الماضي. وقالت سانوك «أعتقد أننا سنشهد هجمات مستمرة خلال الشهرين المقبلين وأعتقد أنكم سترون جماعات ارهابية وجماعات تمرد تحاول اختبار الحكومة من طريق اعلان المسؤولية عن هذه الهجمات.» وإذا وقع العراق في شرك العنف وطلبت بغداد المساعدة فإن استعداد الولاياتالمتحدة لتقديم يد العون قد يوضع موضع الاختبار. أضافت سانوك «سيكون قادة الجيش مستعدين للغاية للعودة ومساعدة العراقيين بأي طريقة ممكنة. لكن من الناحية السياسية لن تكون هناك شهية لذلك أو كما يقول البعض لصرف المزيد من الأموال في مغامرة اذا كان العراقيون غير مستعدين للعودة الى تحمل المسؤولية.» وسيوجه أوباما الشكر إلى القوات لكنه سينقل رسالة أكثر تعقيداً لكثيرين صوتوا له عام 2008 لأسباب من بينها وعده بالخروج من العراق. ويأمل الرئيس الأميركي بأن يدعم هؤلاء الآن زملاءه في الحزب الديموقراطي في انتخابات الكونغرس وحكام الولايات المقررة في 2 تشرين الثاني (نوفمبر). وقال مرلي بلاك أستاذ العلوم السياسية في جامعة اموري في أتلانتا «ستكون القضية الرئيسة هي تعامل ادارة أوباما مع الاقتصاد والوظائف والإنفاق الحكومي.» وتساور شكوك عميقة الكثير من الأميركيين خصوصاً من اليسار حول الحرب في أفغانستان وهي الأطول في التاريخ الأميركي. وأضاف كورب مشيراً إلى أوباما»لا أعتقد أنه سينسب إليه الكثير من الفضل .لأن مقابل كل القوات التي أخرجها من العراق هناك قوات اضافية أرسلها الى أفغانستان . أعتقد أن الناس توقعوا منه أن يقلل الإنفاق في مجال الدفاع.» وتوقع مسؤولون في الإدارة الأميركية ان يتناول جزء من الخطاب أفغانستان. ووعد أوباما أيضا أثناء حملته الانتخابية بإعادة تركيز موارد الجيش في هذه البلاد التي كانت ملاذاً آمناً لمقاتلي تنظيم «القاعدة». وقال بيل بيرتون، نائب الناطق باسم البيت الأبيض في جزيرة مارثاز فاينيارد حيث كان أوباما يقضي اجازة الأسبوع الماضي «سيتخذ الرئيس (من خطابه في شأن العراق) فرصة لتكريم الرجال والنساء الذين حاربوا بشجاعة كبيرة هناك والحديث مباشرة مع الشعب الأميركي عن مهمتنا في أفغانستان وما يفعله في أنحاء العالم للمساعدة على ضمان تمتعنا بالأمن والأمان في الوطن.»