يرى عالم المناخ جيمس هانسن، أن الآليات المتبعة لتقليص انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، غير كافية لتجنب آثارها السيئة وحماية مستقبل الأجيال المقبلة. وقدّم هانسن الذي شغل منصب مدير شؤون المناخ في وكالة "ناسا"، ويدير برنامج الأبحاث المناخية بجامعة كولومبيا في نيويورك، خلاصة أبحاثه الجديدة في مؤتمر صحافي. مؤكداً أن "النتائج واضحة، وعلينا أن نخفض إنبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون خلال العقود المقبلة، وسيقع على عاتق الأجيال الجديدة تلك المهمة أيضاً"، موضحاً أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة الأميركية حاليا "غير ملائمة". ويشير إلى أن عدم اتخاذ خطوات فاعلة في الوقت الحالي، سيدفع الأجيال المقبلة إلى استخدام تقنيات لسحب غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وتخزينه في الأرض بكلفة باهظة تتراوح بين 104 بليون و 570 ألف بليون، بحسب التقديرات الأولية. وانطلاقا من إحساسه بالمسؤولية، بحسب ما يصف نفسه، كمدافع عن مصلحة الأجيال المقبلة، رفع هانسن شكوى إلى القضاء في العام الماضي ضد الحكومة الفيدرالية، بالاشتراك مع 21 أميركيا تراوحت أعمارهم بين ثمانية أعوام و19 عاما، من بينهم حفيدته. وتضمنت الدعوى القضائية اتهام المسؤولين الأميركيين بعدم التحرك كفاية لمواجهة آثار الاحترار المناخي، والفشل في حماية الموارد العامة مثل الماء والهواء، معتبراً أن التقصير الحكومي يؤدي إلى انتهاك الحقوق الدستورية للأجيال المقبلة في الحياة والحرية والملكية. وقالت حفيدته صوفي كيفليهان في رسالة مصورة: "هذا ظلم، لأن الكبار يستفيدون اليوم من الطاقة الأحفورية ويتركون النفايات ليزيلها من بعدهم الصغار". وعلى رغم توصل المؤتمر العالمي للمناخ الذي عقد بباريس في كانون الأول (ديسمبر) العام الماضي، إلى اتفاق للحد من الارتفاع في حرارة الأرض عند مستوى درجتين فقط، لتجنب الكوارث، إلا أن هانسن يرى أن انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون لاتزال في مستويات عالية، خصوصا في الاقتصادات الناشئة، مستبعدا بالتالي أن تتحقق الأهداف العالمية المعلنة. ويشدد هانسن على أنه "ما زال من الممكن تقنياً" تجنب أسوأ ما قد يسببه الاحتباس الحراري، من خلال التقليص السريع لانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون، مقترحاً رفع الضريبة على الكربون وتقليص الإعانات الحكومية للوقود الأحفوري، لتشجيع استخدام مصادر الطاقة النظيفة. ويفيد هانسن أن دراسته تهدف إلى إظهار الواقع المناخي، مؤكداً ضرورة تدخل القضاء في حل هذه المسألة بعيدا عن التأثر بضغط "جماعات النفط والفحم"، منبهاً إلى ضيق الوقت المتبقي. موضحاً أن حرارة الأرض ارتفعت 1.3 درجة مئوية عما كانت عليه بين الأعوام 1880 و1920، فيما سُجل في الأعوام ال45 الماضية ارتفاع بمعدل 0.18 درجة لكل 10 أعوام. بينما قد تصل النسبة إلى 1.5 درجة في العام 2040، مقارنة بزمن ما قبل الثورة الصناعية، وإلى درجتين مقارنة بآواخر الستينات من القرن الحالي. ويذكر أن ذوبان الجليد في القطب الشمالي وارتفاع منسوب المحيطات الذي يهدد بإغراق مدن ساحلية وجزر في بقاع مختلفة من العالم، إحدى الآثار الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري.