جدد رئيس الوزراء العراقي زعيم ائتلاف «دولة القانون» نوري المالكي امس اتهامه الكتل البرلمانية بعرقلة اقرار الموازنة العامة، وأكد عزمه على تشكيل حكومة غالبية سياسية، وواصل اطلاق الوعود بمساكن مجانية، فيما حذرت كتلة «الأحرار» من التلاعب بمشاعر المواطنين واستخدام اموال الدولة وامكاناتها في الدعاية الانتخابية. الى ذلك، لمح رئيس ائتلاف «الوطنية» اياد علاوي الى امكان تحالفه مع كتلتي «الاحرار» و «المواطن» بعد الانتخابات التي ابدى خشيته من تزويرها. وشدد المالكي خلال إعلان برنامجه الانتخابي في محافظة ميسان امس على ضرورة «اختيار الأشخاص المناسبين والأصلح والأنسب لتشكيل حكومة غالبية سياسية يصبو إليها جميع أبناء الشعب العراقي». وأضاف: «حاربنا المليشيات وقضينا عليها بشكل تام وعيّنا الكثير من أبناء المحافظة (في وظائف) ووزعنا الكثير من الأراضي على الضعفاء، على رغم وجود من يقف ضدنا في العملية السياسية». وزاد: «سندحر الإرهاب ومن يقف في وجه هيبة الدولة، وسنسحق كل المظاهر المسلحة والمليشيات، لأننا نريد أن نعمل بكل ما لدينا لنصرة الشعب المظلوم. وسنولي العشائر والمرأة والضعفاء والقطاع الزراعي اهتماماً كبيراً، وسنهتم بكل حاجات كل مواطن فالدستور كفل حقوقه وسنعمل على بناء المدارس ونوفر السكن ولن نخرج أي شخص من منزله حتى لو كان متجاوزاً وسنوفر فرص العمل»، وجدد اتهامه «بعض الكتل بالعمل على تعطيل الموازنة لكن هذا لن يقف حائلاً أمام تقدمنا في بناء العراق». وزاد: «رسالتي الأخيرة هي أننا ماضون في مشروعنا لتشكيل حكومة غالبية سياسية لبناء عراق خالٍ من المظاهر المسلحة والميليشيات». وكان المالكي أكد في كلمته خلال اعلان برنامجه في محافظة البصرة اول من امس أن «فقراء العراق سيحصلون في المرحلة المقبلة عما لا يقل عن مليون وحدة سكنية ستوزع مجاناً». وقال: «لو كان الجميع في ساحة العمل لما كانت هناك عائلة عراقية بلا سكن». وانتقدت كتلة «الاحرار» (الصدر) ما اعتبرته استغلال المالكي المال العام في الدعاية الانتخابية وقال الناطق باسمها جواد الجبوري ل «الحياة» «اننا نرفض ان يستخدم رئيس الوزراء سلطته الادارية واموال الدولة في الحملة الانتخابية من اجل السيطرة على مجرياتها وجمع الاصوات والفوز بولاية جديدة». وزاد ان «التلاعب بمشاعر المواطنين واحتياجاتهم امر مرفوض جملة وتفصيلاً». كما رفض اتهام الكتلة بعرقلة الموازنة وقال: «هناك عوامل كثيرة ادت الى تأخير اقرار الموازنة وأبرزها عدم حسم الخلافات بين بغداد واربيل، واننا ندعو باستمرار الى اقرارها في اسرع وقت، لكن النصاب القانوني لم يتحقق ايضاً في الجلسات الاخيرة لمجلس النواب». إلى ذلك، قال زعيم «كتلة المواطن» خلال مؤتمر انتخابي في البصرة امس: «بروح الفريق نسير نحو تصفير الازمات، وتحديد الخطوط الحمراء التي لا نسمح بتجاوزها، ومنع تحويل الخلافات السياسية الى فرصة للطعن بوحدة الوطن وامنه الاجتماعي وعمق التعايش فيه». وزاد: «لا يمكن لنا بناء البصرة والعراق يعاني من الانقسام ويغرق في مستنقع الازمات، وعندما نقول نبني دولة فإننا نقصد، في ما نقصد، واحدة من اهم ركائز الدولة الا وهي العلاقة بين المركز والمحافظات، وهذه العلاقة يجب ان تكون تكاملية وليست علاقة وصاية». من جهة أخرى، قال زعيم ائتلاف «الوطنية» اياد علاوي خلال مؤتمر صحافي عقده في بغداد إن «الائتلاف يأمل أن تكون الانتخابات نزيهة، خصوصاً ان هناك اغتصاباً للسلطة في الانتخابات الماضية»، متمنياً أن «لا تتكرر عملية استهداف مرشحي ائتلاف العراقية الوطنية». وأعرب علاوي، عن تخوفه من «تأثير ما يجري في حزام بغداد ومحافظة الانبار في الانتخابات، خصوصاً ان أعداداً كبيرة من اهالي المنطقتين نزحوا»، متسائلاً: «كيف يدلون بأصواتهم؟ وهناك اعتقالات تجري في الأعظمية ونوايا لإجهاض الانتخابات واختزال السلطة من خلال إطالة أمد المواجهات». وأكد أن «هناك تنسيقاً بين الوطنية والتيار الصدري وكتلة المواطن والتحالف الكردستاني، ليس كل التحالف ولكن كتلة مسعود بارزاني، والتقينا بعادل عبدالمهدي وعمار الحكيم وكانت لنا لقاءات مشتركة مع التيار الصدري ومع بعض الكتل في التحالف للتنسيق بعد الانتخابات».