اللاعب الأفضل في العالم نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو إلى جوار خصمه اللدود الأرجنتيني ليونيل ميسي في فريق واحد، كان ولا يزال حلماً رياضياً بعيداً عن ملامسة واقع أندية كرة القدم المحلية، لذلك يأتي اجتماعهما في فريق واحد ضمن حملة إعلامية لشركة إلكترونية علامة فارقة في سوق الهواتف المحمولة، وهو ما فعلته «سامسونغ» حين أولت ميسي مسؤولية قيادة فريق يضم رونالدو وغيره من النجوم البارزين من كل قارات العالم. حملة مثل تلك تعرّف عليها الوسط الرياضي والسوق العالمية للمرة الأولى ربما العام الماضي، وعلى وزنها جاءت حملات أخرى بالضخامة ذاتها أحياناً، وعلى رغم تميز تلك الحملات إلا أن مدير التسويق الإقليمي للشرق الأوسط في شركة سامسونغ الكورية الجنوبية عبده شلالة لا يضعها على رأس قائمة الأسباب التي قادت إلى نجاحهم، إذ يصر على أن الابتكار في شركتهم وما يخصص له من موازنات ضخمة وضعهم اليوم في قائمة الشركات الأكثر نجاحاً حول العالم. منطقة الشرق الأوسط تشكل أهمية بارزة للشركة الكورية الواسعة الانتشار، وهو ما يؤكده شلالة الذي يقول: «نعرف قيمة السوق في المنطقة، ونعمل دائماً على تلبية حاجاتها، وهو ما تؤكده نجاحاتنا في المنطقة خلال الأعوام الماضية». وحول السعودية بشكل خاص كواحدة من أكبر أسواق المنطقة يعلق: «نهتم بالسوق السعودية بشكل كبير، لذلك نحاول دائماً تلمس حاجة المستهلكين وبناء ما يتوافق معها من المنتجات، كل ذلك يأتي عبر الحصول على آرائهم بشكل مباشر، أو عبر الدراسات التي نجريها بشكل دائم». وأضاف: «القدرة على تلبية حاجات السوق هي النقطة الأهم المنتظر أن ينجح الابتكار في توفيرها، لذلك تملك «سامسونغ» 33 مركزاً للدراسات والتطوير حول العالم يزيد عدد العاملين فيها على 67 ألف موظف، ما يشكل ربع موظفي الشركة، فيما بلغت الموازنة المخصصة لذلك القطاع في عام 2012 أكثر من 10 بلايين دولار». وتابع: «على رغم أن الابتكار ودعم الأفكار الجديدة يأتي على رأس عوامل نجاح العملاق الكوري، إلا أنه بحاجة إلى الوصول إلى المستهلك بأفضل طريقة، لذلك تتبنى الشركة حملات إعلامية عبر الطرق والمنافذ كافة، بما فيها مواقع التواصل الاجتماعي بكل فصائله». وأشار إلى أن «كل المستهلكين يبحثون عن المنتجات المبتكرة، وهو ما تقدمه «سامسونغ» بشكل مميز، ولذلك نحرص على منح المستهلك فرصة التعرف على المنتج بالطريقة الكاملة وفهم قدراته، وبالتالي نبني العلاقة الثنائية المطلوبة». في عالم منفصل بكل وسائله ما كان للمستهلك من فرصة للتعرف على حجم انتشار منتجات شركات معينة، لكن وفي زمن باتت فيه كل وسائل التقنية تقريباً متصلة وبشكل ملحوظ من خلال الإنترنت، يبدو تضخم حصة الشركة الكورية في السوق السعودية والعربية واضحاً، وهو ما يشدد عليه شلالة، ويضيف: «نعتبر اليوم المصنع الأكبر للهواتف المحمولة والتلفزيونات في العالم، وهو ما نلمسه في منطقة الشرق الأوسط أيضاً، فحصتنا في هذه السوق زادت بنسبة 38 في المئة عما كانت عليه في العام الماضي، ما يدل على نجاحنا في كسب رضا العملاء». وتطلق «سامسونغ» غالبية منتجاتها الكبيرة في دول مختلفة حول العالم، ففي حين أعلنت عن هاتف «جالكسي نوت 3» في برلين الألمانية نهاية العام الماضي، كشفت الشهر الماضي عن هاتف «جالكسي إس 5» في مدينة برشلونة الإسبانية على هامش مؤتمر الهواتف المحمولة العالمي، لكن تلك الأحداث لم تصل حتى اليوم إلى منطقة الخليج، وعلى ذلك يعلق شلالة قائلاً: «نكشف عن المنتجات في دول مختلفة حول العالم، لكننا نحرص على إطلاقها للبيع في غالبية الدول في الوقت ذاته، وغالباً يتزامن بدء بيع أي من أجهزتنا في أميركا وأوروبا مع انطلاقه في الخليج والشرق الأوسط».