أعلن مسؤولون ليبيون أن القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني (مقرها العاصمة طرابلس) صدّت محاولة لمسلّحي تنظيم «داعش» نصب مكمن لها، لكنها خسرت 8 من أفرادها بعد استئناف القتال في سرت أول من أمس، بينما قُتل مصور صحافي هولندي أيضاً في الاشتباكات. وقال رضا عيسى، وهو ناطق باسم القوات الليبية، أن المتشدّدين الذين نصبوا مكمناً شرق مدينة سرت، جاؤوا على ما يبدو من الصحراء، في أحدث علامة على تهديد مستمر يمثله المتشددون القادمون من وراء خطوط القتال. وأضاف عيسى أن القتال اندلع عندما نصب مسلحو «داعش» مكمناً للقوات الليبية في جبهة السواوة. وتابع أن القوات أحبطت المكمن. وتعتقد قوات حكومة الوفاق التي يقودها مقاتلو مصراتة، أن المتشددين جاؤوا من الصحراء، وأنهم كانوا يحاولون الوصول إلى ميناء سرت الذي طُرد مسلحو «داعش» منه منذ أسابيع عدة. إلى ذلك، أعلنت قوات حكومة الوفاق أن المعارك التي خاضتها ضد «داعش» في سرت أول من أمس، أدت إلى مقتل 80 متشدداً. وورد في بيان نُشر أمس: «أحصى قادة ميدانيون ما لا يقل عن 55 جثة للدواعش، أبيدوا خلال محاولة بائسة لمباغتة الخطوط الخلفية، إضافة الى حوالى 25 جثة» عُثر عليها بين المنازل. وقُتل صحافي هولندي أثناء تغطيته المعارك في سرت، بعدما أُصيب في صدره أول من أمس، برصاصة قناص تابع للتنظيم. وقال الناطق باسم مستشفى مصراتة المركزي، الطبيب أكرم قليوان، أن الصحافي يدعى جيرون أورليمانز، مضيفاً أن «جثته الآن في المستشفى» في مدينة مصراتة. ويُعدّ أورليمانز أول غربي وثاني صحافي يُقتل أثناء تغطية معارك سرت، حيث لقي الصحافي الليبي عبدالقادر فسوك حميدة مصرعه في تموز (يوليو) الماضي. على صعيد آخر، بدأ رئيس المجلس الرئاسي الليبي، رئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج أمس، زيارة رسمية إلى الجزائر تستمر يومين. وكان في استقباله في مطار هواري بومدين الدولي نظيره الجزائري عبد المالك سلال ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل ووزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي. وسيتطرق السراج خلال زيارته، وفق بيان رسمي، إلى «تقييم الوضع والجهود الجارية في سبيل التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا. كما ستكون هذه الزيارة أيضاً فرصة لتأكيد موقف الجزائر الداعم دائماً لديناميكية السلم القائمة على الحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية في إطار احترام السيادة». في سياق متصل، استثنت الحكومة الجزائرية اللاجئين الليبيين من عمليات الترحيل التي باشرتها منذ سنتين، مؤكدة أن إعادة المهاجرين لا تتم إلا بطلب من الدول المعنية. وقال وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، أن عملية إعادة المهاجرين غير الشرعيين إلى دولهم الأصلية، التي بدأتها الحكومة منذ سنتين بطلب من تلك الدول أفضت إلى ترحيل 17 ألفاً و16 شخصاً من النيجر و580 من تشاد و550 من مالي. وترفض الجزائر ترحيل لاجئين تعاني بلادهم اضطرابات أمنية، إذ أصدر الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في أيلول (سبتمبر) 2014 تعليمات للحكومة بعدم التعرض للاجئين أو طردهم سواء كانوا من السوريين أو الليبيين أو الأفارقة، لكن السلطات الجزائرية استثنت من هذا القرار المهاجرين الذين طالبت حكومات بلدانهم بإعادتهم. ويُقدَّر عدد اللاجئين الليبيين في الجزائر، وفق مراقبين، ب40 ألف لاجئ، في حين تؤكد مفوضية الأممالمتحدة للاجئين في الجزائر أن عددهم 32 ألف شخص تقريباً، أُنشئت 3 مراكز لإيوائهم، 2 في ولاية إيليزي والثالث في وادي سوف.