مقديشو - ا ف ب، رويترز - استولت «حركة الشباب المجاهدين» الإسلامية المتطرفة التي توسّع سيطرتها على الصومال، أمس على مدينة جوهر (90 كلم شمال مقديشو) المعقل السابق للرئيس شريف شيخ أحمد الذي يضيق من حوله الخناق بعدما تكبّد نظامه هذه النكسة الجديدة. وبعد أقل من ساعتين من المعارك، اقتحم مقاتلو «الشباب» المدججون بالسلاح المدينة، فيما اشتد ضغطهم على مقديشو حيث أطلقوا قذائف هاون قرب المقر العام للشرطة حيث كانت زيارة متوقعة للرئيس. وقُتل ما لا يقل عن ثلاثة مدنيين وجرح سبعة آخرون في الهجوم الذي ردت عليه القوات الحكومية. وقال مساعد وزير النقل محمد ظاهر: «حصل هجوم بالهاون قرب مقر الشرطة حيث كان متوقعاً أن يقوم الرئيس بزيارة أُلغيت لاحقاً». وعن سقوط جوهر، قال إن «هذه الأعمال العنيفة لن تمنع الحكومة أبداً من التقدم نحو السلام». وأكد أحد وجهاء مدينة جوهر، ويدعى علي معلم حسن أن «قوات الشباب تسيطر كلياً على المدينة. هاجموا من اتجاهات عدة ولم تدر معارك عنيفة داخل المدينة»، مضيفاً أن الميليشيات الإسلامية الموالية للحكومة «أخلت مواقعها». وقال زعيم قبلي آخر يدعى عبدالكريم عدن: «نرى مقاتلين من الشباب مسلحين برشاشات ثقيلة يسيّرون دوريات في الشوارع. لقد سيطروا أيضاً على المقر العام للشرطة، ولا نرى مقاتلين موالين للحكومة». ويعتبر سقوط جوهر التي دخلها أحمد عندما عاد من منفاه في اريتريا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، نكسة جديدة للرئيس الإسلامي المعتدل المنتخب في مطلع العام. وشنّ المتمردون في السابع من الشهر الجاري هجوماً غير مسبوق قاده القيادي الإسلامي المتطرف الشيخ حسن ضاهر عويس لإطاحة الرئيس. وباتت حركة «الشباب» تسيطر على كامل جنوب الصومال وكل وسطها تقريباً. وكثف المتمردون أخيراً عملياتهم في الصومال، لا سيما في مقديشو، للسيطرة على آخر المناطق التي ما زالت تتحكم فيها الميليشيات الموالية للحكومة. ويشكل «الشباب» مجموعة منشقة عن «المحاكم الإسلامية» التي سيطرت خلال النصف الثاني من 2006 على وسط البلاد وجنوبه حتى هزمها الجيش الإثيوبي الذي جاء يدعم السلطات الصومالية. وفي الحرب الأهلية المتواصلة منذ العام 1991، كان عويس وأحمد يقودان «المحاكم الإسلامية» قبل أن ينضم الأخير إلى عملية المصالحة التي تشرف عليها الأممالمتحدة من جيبوتي، وانتخب رئيساً للصومال في كانون الثاني (يناير) الماضي بينما استمر عويس في رفض المصالحة. وفي دلالة على تغير التحالفات باستمرار، تلقى معسكر الحكومة مساء السبت دعم قيادي إسلامي كبير يدعى الشيخ يوسف محمد زياد الذي التحق برفقة أحد المقربين منه بالمقاتلين الموالين للحكومة، على ما افاد مسؤول حكومي. والتحق زياد، وهو مسؤول الدفاع السابق في المحاكم الإسلامية، بالحكومة مع 12 آلية مدرعة وعدد لم يكشف عنه من المقاتلين. وذكرت قوات موالية للحكومة وجماعة حقوقية أن الاشتباكات التي دارت يومي الجمعة والسبت بين إسلاميين معتدلين و «الشباب» أسفرت عن مقتل 68 شخصاً في وسط الصومال وفرار 3300 شخص. وقال الشيخ عبدالله شيخ أبو يوسف الناطق باسم حركة «أهل السنة والجماعة» المعتدلة: «قتلنا 47 من مقاتلي الشباب بينهم رجل أبيض في ماهاس ووابهو... ولقي ثلاثة أشخاص حتفهم من جانبنا وأصيب عشرة. سنواصل القتال لاستئصال الشباب».