كشفت مؤسسة حقوقية اسرائيلية أن آلاف الأطفال الفلسطينيين في القدسالشرقية يتسربون سنوياً من المدارس بسبب إهمال السلطات وعدم توفيرها غرف التدريس اللازمة. ونقلت مؤسسة «عير عميم» في تقرير خاص لها عن اوضاع التعليم في القدسالمحتلة، عن رئيس مديرية التعليم الإسرائيلي داني بار غيورا قوله ان نسبة التسرب من مدارس القدس وصلت الى 50 في المئة، مضيفاً «إن الغالبية المطلقة من المدارس شرق القدس تعاني من أزمات وصعاب عسيرة: مبانٍ متداعية وغير آمنة، وغرف تدريس مكتظة، ومستويات تعليمية متدنية، ونسب تسرب تصل إلى 50 في المئة من الأولاد، وتحصيل تعليمي متدنٍّ». واضافت المؤسسة في تقريرها الذي حمل عنوان «شهادة فقر»: «في هذا العام، امتنعت وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس عن التعامل بصورة جدية مع هذا الأمر، وبالنتيجة فإن أهالي آلاف الأطفال الفلسطينيين سيُضطرون في العام الدراسي المقبلة (2010 - 2011) الى دفع مبالغ كبيرة بغية الحصول على مقاعد في المدارس، في حين كان يُفترض حصولهم عليها بالمجان». وقال مدير التربية والتعليم في مدارس محافظة القدس التابعة للسلطة الفلسطينية سمير جبريل ل «الحياة» إن «اسرائيل دمرت التعليم الفلسطيني، وتسببت في تسريب 10 آلاف طالب سنوياً»، معتبراً ان هذه النسبة هي الأعلى في المدارس الفلسطينية. وأظهرت بيانات قدمتها المؤسسة عن العام الدراسي السابق (2009 - 2010) ان نصف الطلاب فقط في القدسالشرقية درسوا في المؤسّسات التربوية التابعة لمديرية التربية والتعليم في القدس (التي تتشارك في إدارتها وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس)، فيما درس التلاميذ الباقون في مدارس غير حكومية. وقالت المؤسسة الحقوقية ان «لدى سكان القدسالشرقية كامل الحق في الحصول على تعليم حكومي، وعلى حقوق الرفاه الاجتماعي التي تقدمها الدولة كافة، وذلك بفعل الإقامة التي منحتهم إياها إسرائيل بعد ضم شرق القدس إليها عام 1967». واضافت ان محكمة العدل العليا الإسرائيلية كانت ألزمت وزارة التربية والتعليم وبلدية القدس قبل عشر سنوات بمنح التعليم لكل طفل فلسطيني يقيم في المدينة، «إلاّ أن سياسة التعليم في إسرائيل والقدسالشرقية لا تمنح الفرصة للسكان بإحقاق هذا الحق بصورة كاملة». وتابعت ان «هناك آلاف الأطفال في القدسالشرقية ممن لا يتعلمون البتة، الى جانب آلاف تضطر عائلاتهم لتغطية مصاريف تعليمهم في مدارس خاصة». وبحسب التقرير، فإن عدد الأطفال والفتية الفلسطينيين في القدس يبلغ 87624 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 و17 سنة. وبيّن التقرير أن «الإهمال المستمر لجهاز التربية والتعليم شرق القدس، نتجت عنه آثار بالغة على السكان الفلسطينيين في المدينة». وقال ان السياسة الاسرائيلية والتحويلات الداخلية في القدس ادت الى تحويل المجتمع في المدينة «إلى مجتمع أكثر فقراً وأقل تعلماً، إضافة إلى انتشار مظاهر العنف والإجرام الآخذة بالتصاعد الدائم». وأشار التقرير الى ان نسبة الفقر في القدسالشرقية وصلت إلى مستويات مذهلة (اكثر من 65 في المئة)، مضيفاً: «يمكننا رؤية التجليات الخارجية لهذا الواقع حالياً في القدس في كل مكان، ابتداءً من عشرات الفتيان الفلسطينيّين في جيل المدرسة الثانوية الذين يعملون في الأسواق ومخازن الحوانيت والمتاجر الكبيرة في المناطق الصناعية، وانتهاءً بعشرات الأطفال في جيل المدرسة الابتدائية الذين يتراكضون بين السيارات على مفترقات طرق مركزية في المدينة لبيع بعض المنتجات للسائقين». واضافت: «تحوّلت أجزاء واسعة من البلدة القديمة إلى مناطق يرتاب الكثيرون التجوال فيها في ساعات الليل». ونقلت عن مصادر عدة القول ان عدد المدمنين على المخدرات في لواء القدس بلغ نحو 6 آلاف شخص، ويصل عدد متعاطي المخدرات إلى 22 ألف. وقال النائب العربي في الكنيست جمال زحالقة ان «الوضع التربوي للمواطنين الفلسطينيين في شرق القدس وصل إلى أسوأ مستوياته، وهو أصعب من الوضع في غزة والخليل، ومخيم عين الحلوة في لبنان، ومخيم الوحدات في الأردن، ومخيم اللاجئين اليرموك في سورية». ونقل التقرير عن مكتب مراقب الدولة قوله إن العجز في الغرف التدريسية في القدس يصل إلى 1000 غرفة تدريسية.