كابول، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اتهم خليل الله ضيائي، قائد الشرطة في ولاي كونار شرق افغانستان، قوات الحلف الاطلسي (ناتو) بقتل ستة اطفال على الاقل في قصف استهدف متمردي حركة «طالبان». وأوضح ان الاطفال الذين تتراوح اعمارهم بين 6 سنوات و12 سنة قتلوا بقنابل ألقتها طائرات تابعة للحلف لدى جمعهم قطع حديد على سفح جبل في الولاية، فيما استهدفت الطائرات تفريق متمردين من تنظيم «القاعدة». وأعلنت قيادة «الناتو» انها تحقق في «مزاعم سقوط ضحايا مدنيين في العملية»، علماً ان قواتها التي يشكل الاميركيون ثلثيها، تتهم دائماً بارتكاب اخطاء، وقتل مدنيين في غارات جوية او عمليات برية، وهو امر تعترف به احياناً بعد إجراء تحقيق. وشكا الرئيس الافغاني حميد كارزاي، خلال لقائه برلمانيين اميركيين في كابول اخيراً، مجدداً من اخطاء القوات الدولية. وقال إن «عدم احراز تقدم في الحرب على الارهاب في افغانستان ناجم خصوصاً عن مقتل مدنيين على ايدي قوات التحالف». وسقط ثلاثة جنود اميركيين في انفجار قنبلتين يدويتي الصنع شرق افغانستان وجنوبها، ما رفع الى 465 عدد الجنود الاجانب القتلى في افغانستان منذ مطلع السنة، في مقابل 521 قتيل العام الماضي. على صعيد آخر، أعلن مسؤول أميركي أن واشنطن تتوقع تكثيف «طالبان» هجماتها الشهر المقبل بالتزامن مع اجراء الانتخابات الاشتراعية في 18 ايلول (سبتمبر) المقبل والتي تمثل اختباراً للاستقرار في أفغانستان ولصدقية الرئيس كارزاي الذي واجهت ادارته انتقادات شديدة خلال الانتخابات الرئاسة التي أُجريت العام الماضي وشابها تزوير. وقال: «العنصر المتغير الاهم الذي يجب مراقبته هو درجة الامن التي ستتوافر للانتخابات. ونعلم أن طالبان بذلت مجهوداً إضافياً في الشمال الذي كان آمناً خلال الانتخابات الرئاسية العام الماضي». وأضاف: «يمكن أن يتدنى الإقبال على الانتخابات في الشمال مقارنة بالعام الماضي، لكن يصعب التوصل إلى حكم يتعلق بحجم الاقبال الذي يعتمد على حجم التنافس». وأبدى المسؤول الاميركي قلقه من جهود «طالبان» لترويع الناخبين والتأثير فيهم ومحاولة جعل يوم الانتخابات عنيفاً، ومدى تأثير ذلك في رغبة الافغان في التصويت، وقدرتهم على تنظيم الانتخابات بأنفسهم». وشنّت «طالبان» حملة لمعارضة الانتخابات، وقتلت ثلاثة مرشحين، علماً ان اكثر من 2500 مرشح بينهم 400 امرأة يتنافسون على 249 مقعداً في مجلس النواب. الى ذلك، توقع خبراء ان يحتفظ الرئيس الاميركي باراك اوباما ببعض المرونة في شأن ما سيفعل في تموز (يوليو) 2011، الموعد الرسمي لبدء انسحاب القوات الاجنبية من افغانستان، في وقت وجّه مسؤولون كبار في وزارة الدفاع خلال الاسابيع الاخيرة نداءات الى اوباما، بعضها علني، لإرجاء هذا الموعد. لكن تأييد الحرب يتراجع لدى الرأي العام الاميركي، خصوصاً في اوساط معسكر اوباما الديموقراطي. ومنذ ان حدد اوباما في كانون الاول (ديسمبر) 2009 موعد بدء الانسحاب في الصيف المقبل، فسرّ مسؤولو ادارته هذه الاقوال بطرق مختلفة، اذ شددوا أمام الأفغان على التزام الموعد لحض الرئيس كارزاي على تحمل مزيد من المسؤوليات، فيما أبلغوا الباكستانيين ان التزامهم طويل الامد، خشية إبقاء اسلام آباد علاقاتها مع «طالبان». واعتبر مايكل اوهانلون من مؤسسة «بروكينغز» للبحوث ان اوباما اعتمد «سياسة ارباك متعمدة» حول المسألة، فيما لمّح معارضو الحرب على غرار ديريك كرو مدير قسم السياسات في مؤسسة «بريف نيو فاونديشن» الى ان «الجنرالات ينشطون لإنشاء بيئة سياسية تحد من خيارات الرئيس الى حد يقترب من العصيان». وأضاف: «لا تتقبل مجموعة جنرالات ضرورة الانسحاب الكبير، ويبذلون كل ما في وسعهم كي يكون حجم الانسحاب محدوداً».