نوه مدير جامعة أم القرى رئيس الهيئة الاستشارية لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ مكةالمكرمة الدكتور بكري عساس بالنهضة العلمية في الجامعات السعودية، وبدور الكرسي في توثيق تاريخ مكةالمكرمة، وعناية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتاريخ والمؤرخين والعلوم، وبما تشهده الجامعة من تطور وعطاء في عهده، مثمناً النتاج البحثي لكرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز للدراسات تاريخ مكةالمكرمة، وتميزه بالتنوع وغزارة الإنتاج وإسهامه في الفعاليات الثقافية. ودشن عساس في المدينة الجامعية بالعابدية أمس (الأربعاء) المجموعة الثالثة من إصدارات الكرسي البحثية، وهي: سبعة كتب تتضمن 41 بحثاً أعدها 50 باحثاً، بحضور وكيل عمادة كلية الشريعة الدكتور طلال البركاتي، وعدد من المسؤولين عن البحث العلمي والباحثين والباحثات، وعميدة الدراسات الجامعية الدكتور هالة العمودي. وأشاد عساس في كلمة له بهذه المناسبة - بحسب وكالة الأنباء السعودية - بدور المشرف على الكرسي الدكتور عبدالله الشريف، والباحثين من داخل الجامعة وخارجها، ودور الباحثة السعودية في النهضة العلمية، مؤكداً أهمية الدور الذي أنشئ من أجله هذا الكرسي خدمة لتاريخ مكةالمكرمة، وتعبيراً عن اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالتاريخ والمؤرخين والعلوم والثقافة، وهو الكرسي الذي وافق خادم الحرمين الشريفين على إنشائه اهتماماً منه بالدراسات العلمية والتاريخية لمكةالمكرمة وتوثيقها. وجاءت الكتب المنشورة على النحو الآتي: كتاب (الطوافة والمطوفون)، ويحوي بحوث ندوة الطوافة والمطوفين التي عقدها الكرسي في جامعة أم القرى، بالشراكة مع إمارة مكةالمكرمة، ووزارة الحج خلال الفترة 22-23 صفر 1435ه، وعددها 35 بحثاً، منشوراً في ثلاثة مجلدات ل36 باحثاً وباحثة. وأشار الشريف إلى أن هذا الكتاب يعد الأول في بابه، إذ دوّن تاريخ الطوافة عبر العصور منذ نشأتها حتى عهدنا السعودي وفق التوثيق البحثي المنهجي الأكاديمي، مضيفاً أن البحوث تطرقت بمواضيعها المتنوعة إلى مضامين محاور الندوة في جملتها، فتناولت مفهوم الطوافة ونشأتها التاريخية وتطورها عبر العصور، وبخاصة في العهد السعودي الذي شهد تنظيمها وتطويرها وتحويلها من الفردية إلى المؤسساتية وتهيئتها ودعمها لتوفير أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام والمطوفين، ودورهم وكيفية اختيارهم والشروط الواجب توافرها فيهم ومهماتهم وخدماتهم وأسر الطوافة ومؤسساتها واهتمام حكومة المملكة العربية السعودية بالطوافة والمطوفين، وأخبارها في كتب الرحالة والوثائق التاريخية المتعلقة بها وآثار الطوافة في المجتمع المكي اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً. وقال إن الكتاب الثاني تناول (المشاعر المقدسة عبر العصور) في دراسة تاريخية حضارية أعدها فريق بحثي من تسع عضوات. وأوضح أن الكتاب تناول تاريخ المشاعر قبل الإسلام إلى العصر الحديث، ووصفها وبين حدودها ومعالمها، والأحوال السياسية والحوادث التي تعرضت لها وأثر الفتن في أمنها، والأحوال العلمية والثقافية فيها والدعوة والوعظ والإرشاد، كما تناول الجوانب الاقتصادية والبيئية في مواسم الحج، والجوانب العمرانية والحضارية. ولفت إلى أن الكتاب تطرق إلى التطور الهائل الذي شهدته المشاعر المقدسة في العهد السعودي بعد ارتفاع أعداد الحجاج المطرد، وما حظيت به المشاعر من اهتمام ورعاية ملوك المملكة والمشاريع الخدمية الكبرى التي أمروا بها، ومنها مشروع تطوير جسر الجمرات، ونصب الخيام المضادة للحريق، والطرق ووسائل النقل والمواصلات والاتصالات، وقطار المشاعر وعمارة المساجد وتوسعتها، ومشروع المجزرة الحديثة، والإفادة من لحوم الهدي والأضاحي، والمرافق والخدمات الصحية، والماء والكهرباء والصرف الصحي والنظافة، والأعمال الخيرية، وتوفير الغذاء، إضافة إلى الجهود الأمنية التي أسهمت في أداء حجاج بيت الله الحرام نسكهم في أمن ويسر ورخاء واطمئنان. كما شملت الكتب المنشورة كتاب (مكةالمكرمة خلال الفترة 1277-1334ه دراسة تاريخية حضارية) للدكتورة أريج بنت مسحل القثامي، ويتناول الكتاب تنوّع النسيج الاجتماعي لسكان مكةالمكرمة، وأثره في عاداتهم وتقاليدهم، ودور نشأة الصحافة في نشر الوعي في المجتمع المكِّي، وأثر الأربطة في الحراك العلمي والثقافي في هذه المدة، والأوضاع الاقتصادية وأهم المنشآت والإصلاحات المعمارية في مكةالمكرمة في تلك المرحلة الزمنية.