تجول الدكتور إسماعيل خليل كتبخانة بالحضور في تاريخ مكةالمكرمة وثقافتها عبر بعديها المادي والمعنوي، وأسلوب مجمل حياتها «وتراثها الاجتماعي المتفرد والنابع أساساً من العقيدة الإسلامية الصحيحة، وحب الخير للجميع، ونصرة المظلوم ومساعدة المحتاج، وغيرها من المحاسن والفضائل التي يتصف بها سكان مكةالمكرمة». وتحدث كتبخانة في محاضرة نظمها نادي جدة الأدبي الثقافي مساء أول من أمس عن الدور الثقافي والاجتماعي والاقتصادي للمجتمع المكاوي، الذي تميز بالتنوع والتعدد الاجتماعي والثقافي منذ زمن بعيد، مشيراً إلى أن أهلها تسود بينهم الأخوة والمحبة الإسلامية والانصهار في بوتقة واحدة، والشعور بالاعتزاز لوجودهم في هذه البقعة الطاهرة، «كما أن لديهم خاصية حب الخير والانفتاح على الشعوب والأمم الإسلامية كافة، وتحقيق التواصل معها بأساليب عدة ومتنوعة، فهم بذلك يؤثرون ويتأثرون بما هو مفيد ونافع لدى الشعوب الأخرى ومشكلين نسيجاً واحداً متماسكاً، ضمن هوية واحدة، وقيم وعادات وتقاليد واحدة، يسود بينهم الاحترام المتبادل والمحبة الصادقة». وقال كتبخانة إن أهل مكة محور النهضة العلمية والأدبية والفكرية في مختلف العلوم والمعارف والفنون، «وتعلموا في داخل أروقة وساحات المسجد الحرام و المدارس المنتشرة في أرجاء حارات مكةالمكرمة، كالمدارس الصولتية، والفلاح، ودار الحديث، وجميعها تخرج منها العلماء والأدباء والمفكرون ورجالات الدولة». وتطرق الدكتور كتبخانة إلى موسوعة ثقافة المجتمع المكي خلال قرن وربع القرن التي أنجزها في تسعة مجلدات، موضحاً أنها عبارة عن دراسة شاملة تصور جميع جوانب ثقافة مكةالمكرمة في الماضي والحاضر. وذكر أن المجلد الأول هو مدخل عن الثقافة وصفحات عن مكةالمكرمة والحرم الشريف، والمساجد التاريخية، والمعلم الأثرية. أما المجلد الثاني فيتناول حارات وبيوت مكةالمكرمة والتطور العمراني فيها. ويركز المجلد الثالث على الأسواق، والمهن التقليدية، والصناعات الحرفية والحديثة. فيما يرصد المجلد الرابع مظاهر وعادات وتقاليد مكية مرتبطة ب(الملبس، والأطعمة، والألعاب، والاحتفالات، والمناسبات المتعددة، والأسرة). ويركز المجلد الخامس على التعليم التقليدي والحديث، والمكتبات العامة والخاصة. أما المجلد السادس فيعنى بالأبعاد الثقافية والإعلامية والعلمية. ويوثق المجلد السابع حركة الأدب والأمثال والفنون الشعبية. ويهتم المجلد الثامن بالتنظيمات للقطاعات الحكومية، والأهلية، والخيرية وتطورها في مكةالمكرمة. ويحيط المجلد التاسع بمفردات ومصطلحات مهمة ذكرت ضمن المجلدات السابقة، إضافة إلى كشاف شامل للإعلام والأماكن، والتنظيمات، والمهن، والتعليم، والعادات والتقاليد. وقال كتبخانة إن هذا العمل الموسوعي استغرق 10 سنوات، «تخللها قراءات موسعة ومكثفة في الكثير من كتب التراث والثقافة المكية، والالتقاء بعدد كبير من أهالي مكةالمكرمة ولا سيما كبار السن منهم؛ للاستفادة من خبراتهم ومعارفهم». وفي ختام المحاضرة كرّم رئيس النادي الدكتور عبدالله السلمي الدكتور كتبخانة بدرع تذكارية، وكذلك تم تكريم مقدم الأمسية الدكتور أنمار مطاوع.